الحياة حلوه بس .... نفهمها !!
الحياة مليئة بالسعاده كما هي مليئة بالمأسي, فلا تعتقد أن حياتك سوف تكون نعيم دائم أو شقاء دائم, بل ستكون موزعة بين حزن وسعاده, فرح و ترح, مد و جزر, فلا تجعل أحزانك تكدر أفراحك و تقضي على سعادتك.
عندما تصاب بهمٍ أو غم فلا تضن أن هذا هو أخر المطاف أو أنه نهاية العالم, فما دمت تمشي على هذه الأرض فأنت مبتلى في نفسك و مالك و أهلك و قبل هذا كله في دينك. فمن الواجب عليك الصبر و الإحتساب و المواجهه, وأن تجعل من هذه الهموم و الأحزان دافع لك للبحث عن السعادة و طرق أبوابها و قائد لك إلى طريق الفرح و السرور و قارب يطفو بك بعيداً عن شواطئ الأحزان و الهموم.
كلنا مهموم, وكلنا محزون, و كلنا مصاب بمصيبه, وإن إختلفت في المقدار. و لكن من منا يستطيع أن يتغلب على هذه الهموم و تلك المصائب و يمر بها دون أن تترك أثر سئ في حياته و مستقبله؟!!. إنهم الآشخاص ذوو النفوس القويه و العزائم الصلبه و الهمم العاليه, لايزيدهم كدر الحياة إلا إصراراً على المواجهه و التصدي لهذه الهموم و التغلب عليها, لا الإنقياد لها و الركون إليها , و الإنهزام أمامها.
عندم يصاب الإنسان بمصيبه فعليه تذكر مصيبة غيره, وأنه ليس الأول الذي يصاب وليس الأوحد وليس كذلك الأخير. و عليه أن يلجأ إلى الله في كل الأحوال وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطائه لم يكن ليصيبه.
كذلك عليه بالصبر و الإحتساب و الرضى, فإن الصبر مفتاح الفرج ,و أن مع العسر يسر , وأن الحزن لن يدوم و أن الهم لن يستمر.
كذلك عليه بالدعاء و الإنابه و الإكثار من الصلاة و قراءة القرآن, فإنها الشفاء العاجل و الدائم لكل هم و حزن, وهي كذلك المصدر الأساسي للسعاده.
كذلك عليه تذكر نعم الله العظيمة الملقاة بين جنبيه, فغيره مُقعد و هو يمشي, و غيره أعمى و هو يرى, و غيره أبكم و هو يتكلم, و غيره أصم و هو يسمع, و غيره لايأمن على نفسه أو ماله أو عرضه و هو يرفل في رغدٍ من العيش, و غيره قد أنهكته الديون وهدته السنون و تكالبت عليه الدنيا و هو يصرف كيف يشأ بدون حسيب أو رقيب, و غيره قد أرقده المرض فلا يحرك ساكناً و هو يتنقل و يتحرك كيف يشأ دون عناءٍ أو تعب, و غيره قد أُصيب في نفسه أو ماله أو أهله أو في ذلك كله و هو معافى من ذلك كله, وغيره....وغيره.
و بعد هذا كله ... ألسنا نرفل في نعم عظيمه و في رغد من العيش و في سعادة غامره. وفي أمن و أمان لا يحس به و لايشعر به إلا من افتقده. فلماذا نجعل الهموم و الأحزان تكدر صفو حياتنا و تقلبها رأساً على عقب؟!!
منقول ..