تتذكر عندما أخبرتك زوجتك إنها حامل.
تتذكر أول صورة " إشاعة " لجنين يتشكل.
تتذكر عندما قال لك موظف المواليد في المستشفى: "مبروك.. جتك بنت".
تتذكر كيف صار البيت أجمل عندما دخلته لأول مرة.
تتذكر عندما بدأت تجلس.. عندما بدأت تحبو.. عندما بدأت تقف..
عندما بدأت تمشي، وتتعثر، وتسقط... وكأن القلب يسقط معها.
تتذكر عندما قالت لك، ولأول مرة، بلثغة حلوة : "بابا "..
لحظتها نما لقلبك جناحان و"طار" في فضاء من الفرح.
تتذكر أول لعبة، وأول ضحكة، وأول فستان عيد، وأول مرة ربطت لها شعرها.
وكنت تتخيّل: ذات يوم ستكبر وتصبح فتاة رائعة الجمال يرسل الشباب أمهاتهم لخطبتها وكسب ودها.. وتقول لنفسك: "سأحب أحفادي مثلما أحببت أمهم"
وفجأة يسقط الخيال، وتسقط الذكريات.. ولا يبقى منها سوى صورة تتناقلها وكالات الأنباء.. صورة تفضح الفلاشات الخادعة.. صورة تفضح "الصورة الرسمية"..
صورة تقول لنا إن كل الكاميرات كاذبة ومخادعة!
عن أي صورة أتحدث؟.. أتحدث عن صورة الطفلة الجميلة التي أغرقتها سيول جدة.
.................................
عزيزي القارئ :
أغمض عينيك لثوانٍ.. وتخيّل أنها ابنتك !
الكاتب المتألق : محمد الرطيان