هناك مثل قديم يقول (أرني شخصاً ما قام بشيء هام وذو شأن, وسوف أريك شخصاً تغلب على مصيبة). إن النجاح في الحياة يعتمد على كون الناس أقوياء مع أهداف واضحة وأرواح لا تقهر.
لسوء الحظ, فمعظمنا لا يولد بتلك الطريقة, نحن ننمو بتلك الطريقة, وهذا النمو يمكن أن يأتي إما من خلال دخولنا الإرادي في أوضاع ومواقف تتسبب في نمونا أو من طريقة رد فعلنا على الظروف التي تواجهنا بدون موافقتنا, وهذا الأخير هو ما ندعوه بالمصيبة.
إن معظمنا يقضي حياته محاولاً تجنب المصائب, وهذا جيد, فنحن يجب ألا نتبع المصيبة, ولكن عندما تأتي هي فيجب أن نرحب بها كخصم والتي ومن خلال تفاعلنا معها سنصبح أناساً أفضل. فأي احتكاك مع أي مصيبة يعطينا الفرصة لكي ننمو بشكل شخصي ومحترف ويساهم بصقل شخصيتنا مما يساهم بمساعدتنا على الانجاز أكثر لاحقاً.
وهناك بعض الأفكار عن المصيبة وكيف يمكن أن تساعدنا على النجاح في كل مجال من مجالات حياتنا مما يساعدنا على انجاز أهدافنا.
المصيبة تظهر مصادرنا, وقد قال احدهم (المصيبة تكشف العبقري, والازدهار يخفيه) فعندما يكون كل شيء على ما يرام فنحن نتقدم بشكل عادي, وبما انه لا يكون هناك الكثير من الإجهاد فلن نكون مضطرين لكي نسحب من المصادر والطاقة الموجودة داخلنا. ولكن عندما تأتي المصيبة نبدأ بالبحث عن كل المصادر التي نملكها داخلنا, فالمصيبة تبقينا متيقظين, وتجعلنا نستعمل عضلاتنا الشخصية, وهذا شيء جيد, لأننا ننمو عندما نستخدم مصادرنا الداخلية.
المصيبة تجمع شملنا مع الآخرين, فالفريق يواجه المشاكل والمصائب مع بعضه البعض, من مبدأ أن الواحد للكل والكل للواحد, ويتعاون على حلها والتغلب عليها مما يقوي ويوطد العلاقات بين أعضاء الفريق.
المصيبة تجعل من أشخاص أفضل مع شخصيات أقوى, أبداً لا تقلل من قدرة المشكلة والمصيبة على صقل شخصيتك ونفسيتك. فبعد تخطي العقبة أو المصيبة سنشعر بقوة اكبر وقدرة اكبر على قيادة من حولنا ومساعدتهم على تحسين حياتهم.
المصيبة تجعل الحياة ممتعة, فقد قال احدهم (بدون مصائب وبدون تغيير تكون الحياة مملة). هل تلاحظ بأنك عندما تكون في وسط المشكلة والمصيبة تكون متحرقاً ومتشوقاً للخروج منها بأي شكل, ولكن بعد ذلك تقضي وقتاً طويلاً في سردها على الأصدقاء والأهل ؟؟ هذا لان الصعوبات والتحديات هي ما تعطي الحياة نكهتها, تخيل كيف ستكون الحياة إذا كان كل شيء يسير على ما يرام, عندما لا يكون هناك جبلاً لكي تتسلقه.
والآن السؤال هو, إذا كنت في الوقت الراهن وسط مجموعة من الصعوبات والتحديات, ما هي المصادر التي تستخدمها ؟؟ من هو المقرب الذي سوف تعمل معه ؟؟ ما هو الجزء من شخصيتك الذي تم اختباره في هذه المشكلة ؟؟
وتذكر كلمات نابليون هيل (كل مشكلة, كل فشل, كل حزن يحمل معه البذرة لمنفعة مساوية أو أكبر).
من بريدي