وكالة أنباء إيرانية تروّج الوهم: محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف تمثيلية محكمة
طهران : عناوين
مدهش جدا أمر الإعلام الإيراني، فبعد نحو شهر على الاعتداء الفاشل الذي استهدف مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، قامت وكالة أنباء (فارس)، شبه الرسمية ، الجمعة 25/9/2009 بنشر تقرير غريب عن الحادث، قالت فيه إن الموضوع كله مجرد مناورة مخططة من قبل (الداخلية) السعودية، للرد على ما سمته ثبوت تورط المملكة في تفجيرات العراق.
وتكشف صياغة التقرير، أنه كان معدا للنشر بعد أيام من الحادث، لكنه تأجل لأسباب تخص معديه الذين لم ينتبهوا عند طرحه للناس لضرورات التحديث المهنية.
ووقعت محاولة الاغتيال الفاشلة مساء السابع والعشرين من أغسطس/آب الماضي ، عندما ادّعى مطلوب أمني أنه يريد التوبة أمام مساعد وزير الداخلية، فسمح له بلقائه بمنزله، قبل أن يتبين أنه أخفى المتفجرات في مكان لا يمكن الوصول إليه بأجهزة البحث.
وتسبب التفجير في موت الإرهابي نفسه، فيما أعلن مساعد وزير الداخلية أن الحادث لن يغيّر من موقف المملكة المرحب بتوبة أي مطلوب.
وقال التقرير: "نجا (الأمير) محمد بن نايف - مساعد وزير الداخلية السعودي - من محاولة اغتيال الثلاثاء الماضي، ويعد هذا الهجوم الفاشل أول محاولة اغتيال من نوعها لأحد أعضاء العائلة الحاكمة في السعودية. وأما الجروح التي أصيب بها فهي سطحية جدا، وقد عملت قناة (العربية) على عرض هذه المناورة الإعلامية على نطاق واسع".
وكعادتها، نقلت وكالة أنباء (فارس) عن (خبراء لم تسمهم) أن مثل هذه المحاولة مستحيلة الحدوث نظرا لأن "الأفراد والمسؤولين في السعودية يخضعون عمليا وباستمرار لحراسة ورقابة مشددة من قبل الأجهزة الأمنية، خصوصا مَن هم في مستوى محمد بن نايف، فضلا عن أن منازلهم مجهزة بأحدث الأنظمة الإلكترونية، وبناء عليه فإن قيام انتحاري مجهز بحزام ناسف بالاقتراب من محمد بن نايف أمر مستحيل تقريبا".
وبناء عليه، قال الخبراء المجهولون : "من الممكن جدا أن تكون السلطات السعودية قد قامت بهذا السيناريو والتمثيلية، لتظهر أمام الغرب وجود صراع ومواجهة بين السعودية و(القاعدة)، وأنها أيضا ضحية هذا الصراع، وبالتالي الحصول على مزيد من الامتيازات من الإدارة الأمريكية الجديدة، علما بأن الغرب يعمل على انتقاد النظام السعودي باستمرار، خصوصا في مجال إهمال حقوق الأقليات، وانتهاك حقوق الإنسان، وعدم قيام ديموقراطية حقيقية في البلاد".
وذكر (الخبراء أنفسهم) أنه يمكن للحكومة السعودية الآن، وبذريعة محاولة اغتيال محمد بن نايف، البدء بحملة اعتقالات واسعة النطاق، تحت شعار "مكافحة الإرهاب"، مضيفين أنه "بعدما كشف عن أن التفجيرات التي وقعت في الأسابيع الأخيرة في العراق كانت بتوجيه ودعم مباشرين من النظام السعودي، واتضح علاقة السعودية الوثيق بهذا الأمر، تستطيع السلطات السعودية حاليا أن تدعي أنها هي أيضا "ضحية" العمليات الإرهابية، وتتملص بالتالي من ضغط الرأي العام عليها في هذا المجال".