أتريدون أن أبني لكم من المواعيد الفارغة قصورا مزخرفة بالكلام وهياكل مسقوفة بالأحلام أم تريدون أن أهدم ما بناه الكاذبون والجبناء وأنقض ما رفعه المراؤون والخبثاء؟
ماذا تريدون أن أفعل ؟
أأهدل كالحمائم لأرضيكم أم أزمجر كالأسد لأرضي نفسي؟
قد غنيت لكم فلم ترقصوا ونحت أمامكم فلم تبكوا فهل تريدون أن أترنم وأنوح في وقت واحد؟
نفوسكم تتلوى جوعا وخبز المعرفة أوفر من حجار الأودية ولكنكم لا تأكلون وقلوبكم تختلج عطشا ومناهل الحياة تجري كالسواقي حول منازلكم فلماذا لا تشربون؟
للبحر مد وجزر وللقمر نقص وكمال وللزمن صيف وشتاء أما الحق فلا يحول ولا يتغير فلماذا تحاولون تشويه وجه الحق؟
ناديتكم في سكينة الليل لأريكم جال البدر وهيبة الكواكب فهببتم من مضاجعكم وقبضتم على سيوفكم ورماحكم صارخين أين العدو لنصرعه
عند الصباح وقد جاء العدو بخيله ورجله ناديتكم فلم تهبوا من رقادكم بل ظللتم تغالبون مواكب الأحلام
انما الحياة عزم يرافق الشبيبة وجد يلاحق الكهولة وحكمة تتبع الشيخوخة
انما الانسانية نهر بلوري يسير متدفقا مترنما حاملا أسرار الجبال الى أعماق البحر
انما النفس شعلة زرقاء متقدة تلتهم الهشيم وتنمو بالأنواء وتنير الحياة
أعجبني فنقلته وكم أتمنى أن يعجبكم