خالد مدخلي ..
بعد جده ومكة المكرمة ها هي حمى الضنك تعود من جديد لتضرب بأطنابها وبقوة في منطقة أخرى من مناطق المملكة، هذه المرة تأتي حمى الضنك لتضيف حلقة جديدة في مسلسل الألم والفتك والأمراض الوبائية في منطقة جازان وتحديداً محافظة صامطة الواقعة في أقصى الجنوب من هذه المنطقة التي كان لها معاناتها المرة قبل عشر سنوات تقريباً مع مرض حمى الوادي المتصدع الوبائي الذي راح ضحيته في ذلك الحين عشرات المواطنين وعدد ليس قليل من الماشية والثروة الحيوانية.
آخر المعلومات حسب جازان نيوز تقول إن حالة من الذعر والهلع بدأت تنتشر بين المواطنين جراء تفشي الإصابة بهذا الوباء، أكثر من 12 حالة إصابة حتى تاريخ كتابة هذه السطور مسجلة في سجلات صحة جيزان ومثبتة بموجب الفحوصات والتحاليل المخبرية.
المصيبة فيما تضمنه الخبر من معلومات أخرى نشرت على لسان بعض المصابين، أحدهم يقول إن أعراض المرض بدأت تظهر عليه قبل شهر من الآن وكانت عبارة عن ارتفاع شديد بدرجة الحرارة وتقيؤ مصحوب بنزيف دموي حاد وضعف بقدراته الجسدية وعلى إثر ذلك توجهت به أسرته إلى أحد المراكز الأهلية الصحية بصامطة الذي اكتفى بإعطائه أدوية مسكنة وخافضة للحرارة، لكن حالته لم تتحسن بعد ذلك رغم مداومته على الأدوية لمدة خمسة أيام بل تفاقمت ووصلت لمرحلة حرجة فتوجه إلى مستشفى صامطة العام وفوراً قرر الطبيب تنويمه نظراً لخطورة الحالة، وبعد خمسة أيام مكثها في المستشفى تماثل – ولله الحمد - للشفاء.تصوروا أن المريض لم يعلم بطبيعة مرضه إلا بعد خروجه من المستشفى بأسبوع لأن التحاليل التي أجريت له أرسلت إلى أحد المختبرات بجده لعدم توفر أجهزة قادرة على التعاطي مع مثل هذه الأوبئة في منطقة جازان !!!
منطقة تبلغ مساحتها حوالي 4000 كم مربع، وبتعداد سكان يتجاوز مليوني نسمة تقريباً، وسبق أن مرت بتجربة وبائية مأساوية مريرة اعتبرت آنذاك كارثة وطنية أعلنت على إثرها حالة الطوارئ وقضي خلالها على العشرات من أبناء المنطقة .... ولا يوجد بها إلى اليوم بعد عشر سنوات مرت على تلك الذكرى المؤلمة مراكز صحية ومختبرات مجهزة تتعامل مع الأوبئة؟ هل هذا يعقل؟ ... إلى متى يستمر هذا التهاون بأرواح الناس؟ ومن المسؤول؟
أسبوع كامل لمعرفة طبيعة المرض أو الوباء! كم من الناس سيطاله هذا الوباء خلال سبعة أيام؟ أليست هذه المدة كفيلة بأن يبسط المرض نفوذه على نطاق واسع من الناس؟ كل ذلك يحدث في محافظة واحدة فقط فماذا عن محافظات المنطقة الأخرى؟ وأين هي الإجراءات الاحترازية لمحاصرة هذا الوباء والقضاء عليه؟
حتى الآن وحسب معلومات من أحد الأصدقاء في صامطة .. لا شيء! بل والأدهى من ذلك والأمر أن لجنة الإصحاح البيئي في صامطة طلبت منه بعد أن توجه لهم بغرض رش منزله وتعقيمه عدم إشاعة خبر هذا الوباء وأنهم سيأتون لمسكنه في أقرب فرصة!
أما أمانة منطقة جازان من جانبها وفي ردها العاجل والسريع على الخبر فلم تجد إلا المواطن المسكين ضحية الأمراض والأوبئة لتحمله المسؤولية .. « تؤكد الأمانة عدم استطاعتها القضاء على مثل هذه الوبائيات دون تعاون المواطن والمقيم»! صحيح معها حق أنت أيها المواطن والمقيم المسؤول .. أنت من تملك قرار تحريك فرق وأجهزة المكافحة الميدانية، أنت من يجب عليك الوقوف على بؤر التكاثر ومعالجة المواقع وخزانات المياه التي يتكاثر فيها البعوض المسبب للوباء بالمواد البيولوجية والكيميائية .. أنت أيها المواطن الذي يجب أن توفر المراكز الصحية والمختبرات المجهزة! أنت أنت أنت .... بصراحة أنت أيها المواطن يجب أن تموت لتريح وتستريـح.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13431&P=4