يا أخوتي في الإسلام وفي العروبة وفي الإنسانية ..
لقد كنّا شعبا متآلفا متحابا متزاوجا , شيعة وسنة .. عربا وأكراد وتركمان ويزيديين ومسيحيين وصابئة وشبك..
حتى جاءنا صدام وحزبه اللعين فظلمنا جميعا ظلما عظيما بأشكاله من قتل وتدمير وانتهاك لجميع الأطياف التي ذكرتها .. وبذر بذور التفرقة والعنصرية التي رفضها السنة قبل الشيعة , والعرب قبل الكرد , والمسلمين قبل المسيحيين , ولكنها بقيت حية في نفوس تابعيه الأذلاء ..
وسلط الله عليه من هو أشد منه وأعتى ..
وكنّا نمني النفس بالعيش مثل باقي خلق الله بسلام ووئام بعد خروج المحتل الذي علق بقائه أو خروجه على رغبتنا ..
ولكن أخطاء المحتل وتهاونه في حماية الحدود سببت دخول أعداد هائلة من المغامرين القتلة من بلاد أخواننا العرب فأحتضنهم أذناب صدام وحزبه الخائب , فاستوطنوا بلادنا وأخذوا في التقتيل على الهوية الدينية والمذهبية وهو أمر غريب أشد الغرابة علينا ولم يمارسه طيلة تاريخنا سوى بعض الدخلاء ..
فمجتمعنا يتشكل بأكثره من عشائر عربية أصيلة لو تتبعت أصولها لوجدتها تعود لجد واحد ولتأكدت إنها فروع مثمرة لشجرة واحدة , والأجمل أنك تجد في نفس العشيرة فرع سني وأخر شيعي , وتجدهم متقاربين متحابين متزاوجين ..

وأن سألت معظم العراقيين لتجدنهم أما من أب شيعي وأم سنية أو بالعكس , وأن لم يكن فسوف تجد في عوائلهم حتما هذا التزاوج , وهم يفخرون به وسعداء بحدوثه .
وهذا ما لم يفقهه القتلةالذين تسللوا إلى بلادنا والذين كانوا يعتقدون أن بيننا تنافر وتقاتل , وزادهم سوء فهم لعلاقاتنا الطيبة أكاذيب البعثيين الخائبين الذين صوروا لهم بأن بيننا خلافات وصراعات وغيرها من أكاذيب طائفية زادها تعصب المتطرفين وجهل الجاهلين من الطرفين..
فأشبع هؤلاء المتسللين شعبنا تقتيلا تحت أسم المقاومة والجهاد , وهي بتاتا لامقاومة ولاجهاد ولا اجتهاد ..
فأسألكم بالله ..
ماهو وجه الجهاد في تفجير العجلات المفخخة في أسواقنا المكتظة بالنساء والأطفال والباعة البسطاء ..
وما هو وجه المقاومة في قتل الطبيب والأستاذ الجامعي والجندي العراقي وشرطي المرور وطلاب الجامعات وموظفي الدولة ..

وأي شرع أو فتوى في ديننا يدفع لقتل الحلاقين وبائعي الثلج بحجة أنه لا حلاقة ولا ثلج زمن الرسول (ص)
وأي دين يسمح بذبح الناس في الشوارع أو أمام أعين عوائلهم كالخراف ..
وأي مبدأ ذاك الذي يأمر بقتل سائقي سيارات الإسعاف الذين يحاولون جمع الجثث التي تأكلها الكلاب في شوارعنا .
ومن الذي أعطى رخصة لأحد أن يدخل مدننا ويقتل خيرة أبناءنا ورجال الدين ممن أفنواأعمارهم بالدراسة والعبادة قربة إلى الله تعالى .
وأي ضمير يرضى بأن يدخل سوداني أو يمني أو سوري إلى داخل مجلس عزاء ويفجر نفسه الآثمة بين المعزين ..
وأي .. وأي .. وأي .. فهناك الكثير من الفظائع التي ارتكبت مما يقشعر لها الجسد وتنفر منها الروح..تملأ مجلدات لو أردنا إحصاءها ..

وهنا وفي وسط هذه المعمعة وما زاد الطين بلّه هو تسلل بعض اللصوص من البعثيين وغيرهم إلى مراكز عليا في الحكومة التي انتخبناها بإرادتنا الحرة , وهذا ليس غريبا عليهم فهم أصحاب تجربة طويلة حيث أنهم أنفسهم كانوا يتسلطون علينا زمن الخائب صدام فأخذوا يسلبون وينهبون ويقربون ويبعدون كما كان يفعل قدوتهم وعرابهم صدام ويفعلون . ..

أن معركتنا في العراق .. ألان يا أخوتي ..
هي بين الشعب العراقي من جهة .. وبين جهات متعددة ..
أولها : تحالف حزب البعث المجرم مع قوات التكفيريين القادمين من أصقاع مختلفة ..
ثانيها : الفساد الذي أستغل التهاون وضعف الأجهزة الأمنية وحداثة تشكيلها ..
ثالثها : جيراننا الذين يدعمون القتلة ويدربوهم ويحتضنوهم .

بالإضافة إلى أعداء آخرين أقل شأنا ..
ولمن يدّعون أن مشكلتنا داخلية أقول أذن لماذا لاتوقفون تدفق أبناءكم إلى بلدنا لقتلنا ..
أليس المجرم المقبور أبو مصعب ألزرقاوي أردنيا قدم من وراء الحدود وأشبعنا تقتيلا ..
أليس زعيم القتلة التكفيريين الآن الذي خلف المجرم ألزرقاوي هو مصري الجنسية ..
أليس 99% من الانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم على أبناءنا في الأسواق والتجمعات هم من المجرمين القادمين من أقطاركم ..
أليس المجرمين البعثيين ألان يتم استقبالهم من قبل حكامكم استقبال الملوك ويتم احتضانهم وتسهيل أمورهم لقتلنا وسفك دماء أبناءنا ..

أن عدونا يا أخوتي هو من أبنائنا وأخوتنا وبني أخوتناالعرب ,أي منكم ..
أنكم تقتلوننا وتساعدون البعثيين المجرمين على قتلنا ..
ثم تعيروننا بالموت الذي سببتموه والتدمير الذي خلفتموه ..

اتقوا الله يا أخواننا وامنعوا أولادكم من الإيغال في قتلنا وتدمير بلدنا ..
اتقوا الله ياأخواننا واحتجوا على حكوماتكم عندما تستقبل قتلتنا ومجرمي البعث , وأنتم أكثر الناس تعرفون ماهو البعث وماهو تاريخه الأسود ..
اتقوا الله يا أخواننا وكفاكم تهجما على شعبنا وأعلموا أننا راضون وسعداء بقدرنا الذي قدره الله لنا من تنوع ديني ومذهبي وقومي ..
فنحن سواء رضيتم أم أبيتم عبارة عن عائلة واحدة فيها السني وفيها الشيعي , وفيها المسيحي والصابئي والكردي والتركماني واليزيدي , كلهم مواطنين متآخين متساوين في الحقوق وفي الواجبات يجمعهم حب العراق وكره الظالمين .