أنه بالفعل آفة وأي آفة
إن ما أكتب عنه اليوم بالفعل آفة وأي آفة وسوسة ودودة تنخر في جسم المجتمع
أيها الأخوة والأحبة أنني اكتب عن القات ولا اريد أن أتناوله من حيث الحكم الشرعي ولكن أريد تناوله من الناحية الاجتماعية ..
إن القات آفة بغيظه ما أن تحل بدار إنسان حتى تجده انقلب عن حاله السابق إلى حال أخرى تدمي الفؤاد وتجعل الحليم حيران .. إن الكل يعرف ضرره ويعرف حال مدمنيه صحياً ومالياً ونفسياً ودينياً .. نعرف حال مدمنه مع الأبناء .. والزوجة
مع الأقارب .. وأهل حارته .. وجماعته في قريته ومدينته .. نعرف ضرره العام والخاص على الفرد والأسرة والمجتمع ..
كم من طفل برئ يبيت دون حليب يشربه ، أو طعام يسد جوعه ‘ أوشراب يروي به عطشه ويسد به رمقه ، بينما أموال والده تذهب سدى في أوراق تمضغ ثم ترمى لا تسمن ولا تغني من جوع !! كم من أبن أو ابنة يمشي بين أقرانه بثياب رثة ، وكم من طفل ذهب إلى مدرسته من غير فسحة !! كم من أبناء يريدون رفقة والدهم في نزهة ، أو يتمنون لقاء والدهم في نقاش وجلسة ، وسوالف ومتعة ، كم من زوجة تود وترجوا الحديث والأنس مع زوجها مع شريك حياتها ومؤنسها !! ولكن أين تجده ؟؟ هل تبحث عنه في مجالس زملائه وأصدقائه ؟؟
كم من فتاة أخطأت الطريق فانحرفت عن الطريق المستقيم لماذا ؟؟ لأنها لم تجد ذلك الأب الناصح والمرشد لها ، لم تجد من يسمعها كلمة حانية ، أو همسة دافئة تعيد لها الأمل في الحياة ، كم من أبناء ضيعوا الصلوات ، وانتهكوا الحرمات ،
وتناولوا المخدرات والمسكرات !! وأين والدهم ؟؟ للأسف والدهم يقضي الساعات الطوال منغمساً في لذاته وشهواته ومنكراته !!!
وماذا بعد هذا كله ؟؟؟؟ يجب أن تتضافر الجهود وعلى كافة الأصعدة والمستويات الرسمية منها والأهلية تتضافر وتتعاون ضد القات ومن يروجه حتى يتم انتزاع مدمن القات من حضيض هذه الآفة .. حق علينا وعلى كل المجتمع نصحه وإرشاده
وفي الختام رسالة محبة وإخاء وصدق ووفاء إليك أخي متعاطي القات .. يعلم الله إن هذه الكلمات نابعة من قلب مخلص ومحب لك يهمه مصلحتك والعزة لك ..
راجع نفسك واجلس مع نفسك جلسة محاسبة واسأل نفسك مالذي جنيته واستفدت طوال تلك السنوات الفائتة من تناول هذا القات ؟؟ كم من صلوات ضيعت ، وكم من أموال أهدرت ، وكم من أسر شتت وتفرقت ، وكم من نظرة ازدراء واحتقار نظر بها لك .. أخي وحبيبي إذا كان ولا بد من تناول القات فحاول أن يكون ذلك بقدر يسير بحيث لا يؤثر على دينك وأسرتك وأموالك وأهل بيتك ، إذا كان ولا بد من القات فلماذا لا تتناوله وأنت في بيتك قريباً من أسرتك وزوجتك حتى تقوم بتيسير أمورهم ومعرفة أحوالهم ومتطلباتهم .. ( ولكن حاول قدر الإمكان ألاَ يراك أحد من أولادك حتى لا يقلدك ويصبح ذات يوم أحد المخزنين لأني واثق إنه لا يشرفك أن يكون أحد أبنائك من المخزنين ) أرجوا أن تعي العبارة الأخيرة .. وسلامتكم