المسلم مطالب بوجوب التثبت من الأخبار
وبخاصة الأخبار الكاذبة التي لا يعلم مصدرها
أو تكون من مصادر غير موثوقة
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ
بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا
عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
(6) سورة الحجرات.
قال الإمام الحسن البصري - رحمه الله -:
المؤمن وقاف حتى يتبين.
وقال ابن الجوزي - رحمه الله -:
ما اعتمد أحد أمراً إذا هم بشيء مثل التثبت
فإنه متى عمل بواقعة من غير تأمل للعواقب
كان الغالب عليه الندم، ولهذا أمر الإنسان
بالمشاورة، لأن الإنسان بالتثبت يطول تفكيره
فتعرض على نفسه الأحوال، وكأنه شاور
وقد قيل: خمير الرأي خير من فطيره.
وأشد الناس تفريطا من عمل مبادرة في واقعة
من غير تثبت ولا استشارة، خصوصاً فيما يوجب الغضب
فإنه ينـزقه طلب الهلاك واستتبع الندم العَظِيمٌ
فالله الله، التثبت، التثبت في كل الأمور، والنظر في عواقبها.
انظر: صيد الخاطر ص 374.
فالمسلم لا يتسرع في الحكم على الناس
ولا يجعل من المظاهر سنداً للحكم عليهم أو تصنيفهم
فعن سهل بن سعد الساعدي , قَالَ:
مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رجل.
فَقَالَ النبي : مَا تَقُولُونَ في هَذَا ؟ قَالُوا : رأيك في هذا.نقول :
هذا من أشرف الناس ,
هذا حَرِيٌّ , إِنْ خَطَبَ , أَنْ يخطب ، وَإِنْ شَفَعَ
أَنْ يُشَفَّعَ ، وَإِنْ قَالَ : أَنْ يُسْمَعَ لقوله
فسَكَتَ النبي صلى الله عليه وسلم , وَمَرَّ رَجُلٌ
آخر , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مَا تَقُولُونَ في هَذَا ؟
قَالُوا : نقول : والله يا رسول الله , هذا من فقراء المسلمين
هذا حَرِيٌّ , إِنْ خَطَبَ , لمَ يُنْكَحَ , وَإِنْ شَفَعَ , لاَ يُشَفَّعَ ،
وَإِنْ قَالَ , أَنْ لاَ يُسْمَعَ لقوله ,
فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم :
لهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا (1).
أخرجه البخاري 7/9(5091) و\"ابن ماجة\" 4120 .
قال الشاعر :
لا يغرنك من المرء قميص رقعه
أو إزارا فوق كعب الساق منه رفعه
أو جبين لاح فيه أثر قد قلعه
ولدى الدرهم فانظر غيه أو ورعه
وقال آخر :
لا تحمدن أحداً حتى تجربه
ولا تذمنه من غير تجريب
فحمدك المرء ما لم تبله خطأ
وذمك المرء بعد الحمد تكذيب
لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق
إن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع إبن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار.
وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب
الذي كان يجلس بجانب النافذة.
أخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ:
"أبي .. أنظر جميع الأشجار تسير ورائنا".
فتبسم الرجل العجوزمتماشياً مع فرحة إبنه.
وكان يجلس بجانبهم زوجان ويستمعون
إلى ما يدور من حديث بين الأب وإبنه.
وشعروا بقليل من الإحراج ..
فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل!
فجأة صرخ الشاب مرة أخرى:
"أبي .. أنظر إلى البركة وما فيها من حيوانات
أنظر .. الغيوم تسير مع القطار".
واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى.
ثم بدأ هطول الأمطار، وقطرات الماء تتساقط على يد
الشاب الذي إمتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى:
"أبي .. انها تمطر، والماء لمس يدي، أنظر يا أبي..!"؛
وفي هذه اللحظة ..
لم يستطع الزوجان السكوت وسألوا الرجل العجوز:
"لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك؟".
هنا قال الرجل العجوز:
"إننا قادمون من المستشفى ..
حيث أن إبني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته".
تذكر دائما ً:
"لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق".
فحقق قبل أن تحكم ..
ودقق قبل أن تصنف ..
وتثبت قبل أن تنشر ..
منقول
صيد الفوائد