بين النصلين .. - وصلٌ و.... فُحش –
في ماضي الزمان كانت قريتنا صغيرة
متقوقعة على نفسها
يسافر شخصٌ منها فتنقطع أخباره
فلا وسيلة للاتصال به
ولامجال ..
كُنَّا ننام في حضن الطبيعة
في فناء واسع
يلفحُنا الحر وتعزف ظلمة الليل ألحانها الهادئة
فتتلقفها أسماعنا بشيء من الاعتيادية
التي أُجبرنا عليها
بل واستمتعنا بنكهتها
رغم فقد الكثير من الأساسيات
والتي اعتبرنا استئناساً
أنها كماليات
--------
كبرت قريتنا واتسعت ردهاتها
وأضاءت المصابيح ظلام الأماكن
وغُرست
بين أشجار السدر والسلم
أعمدة ً تبشر ببوادر مصالحة لنا
مع التقنية الحديثة
أصبح الهاتف في كل بيت
وانشرحت صدور الأمهات
اللاتي غاب أبناؤهن
من أجل الدراسة
أو الوظيفة
أو تلك المرأة التي
أودعها زوجها أهلها ورحل
لا مشكلة فالهاتف قرب البعيد
واختصر نزيف الأشواق
في صوت يحمل رنينه..
تباشير الأحبة
وأخبارهم السارة ..
و ربما المحزنة..
----
لكن عجلة التطور
إذا ما سارت
تغدو شرهة
تلتهم كل ماتصادفه لتحيا
وتؤسس لها مكاناً
ظهر ( الهاتف الجوال) وانتشر
نجده في يد
المرأة والرجل
الصغير والكبير
الغني والفقير
الكل صار يسعى لامتلاكه
ولاشك أنه سيفعل
فثمنه في متناول الجميع
بل وتعدى الأمر
أن يمتلك كل واحد
نوعان أو ثلاثة
ويامن تحسب
احسب .. لو استطعت أن تحسب ؟
----
ثم التحقت بنا ظاهرة البلوتوث
وما أدراك ما البلوتوث
تلك الظاهرة
التي جعلت جميع الأجهزة
وكأنها موحدة
في جهاز واحد
والعجيب عندما أتفحص أجهزة بعضهن ..
أجد مقاطع
يستحي أن ينظر لها من له باع طويل
ومعاهدة مع الفحش..
فكيف بالإنسان السوي..
مقاطع كما يسمونها رومانسية..
فشتان بين أولئك والآخرين
من لايرسلون ولايستقبلون
إلا طيب القول وأطهره
من يرجون ألا يفسدوا في الأرض
ولاينشروا الرذيلة
إنهما نصلان
أولها حادُ وقاطع
والآخر للخير جامع
فأيهما أردت فاسلك
ياذا الصواب
ولاننسى
أن بين النصلين
وصل بطرق الخير أو الفحش
ولنا الخيار
بين العمار أو الدمار
------
بقلمي / صامطية