لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: وقفات مع قصة طالوت وجالوت

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الياقوتة
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    04 2010
    الدولة
    لستُ ببعيد ..~
    المشاركات
    3,242

    وقفات مع قصة طالوت وجالوت

    وقفات مع قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم


    كثيراً ما تبتلى الأمم والشعوب بالهزائم وترك الديار وخسارة الأوطان والتشتت ومفارقة الأهل والولد والأحبة، ولا ريب في أن تلك الهزائم والنكبات لا تأتي من فراغ وإنما من خلال الأمراض الاجتماعية التي تعشش في النفوس والتي أوجدت القابلية للهزيمة مصداقاً لقوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، وفي القرآن الكريم لقطة خاطفة عن مجتمع لديه الأسباب المادية للنصر وكان بإمكانه أن يصمد أمام الغزاة ولكن النفسية الخائرة المهزومة لأبنائه جعلته يترك دياره للغاصبين لقمة سائغة فاستحق الموت المعنوي والحقيقي في البلاد التي هاجر إليها عقوبة من الله على سوء فعلته ، يقول سبحانه " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم " نلاحظ الاستهجان والاستغراب في فعلتهم من السؤال الإنكاري في قوله تعالى " ألم تر ؟" ..
    والغرابة من وجوه :

    أولها: أنهم خرجوا بإرادتهم واختيارهم ودون إجبار أو إكراه.
    وثانيها: أنهم خرجوا من ديارهم والأصل أن الديار والأوطان غالية عزيزة لا يغادرها أهلها بهذه السهولة ، ثم هم في ديارهم متحصنون بها أمام الغزاة ويعرفون مداخلها ومخارجها وأزقتها ، بينما عدوهم الذي يحذرون هجومه جاهل بكل ذلك ، ثم هم يخرجون من ديارهم الفسيحة المريحة التي لا يزاحمهم فيها أحد ولا يزاحمون فيها أحدا ، يعيشون فيها بكرامتهم . ولكنهم يتركونها إلى ديار مجهولة لا يعرفون ما ينتظرهم فيها وربما يضطرون إلى أن تجتمع عدة أسر في بيت واحد أو خيمة واحدة أو مغارة أو تحت السماء ، ثم هم يزاحمون أهل الديار الجديدة في أرزاقهم فيصبحون محل نقمتهم واحتقارهم .
    وثالثها: أنهم خرجوا وهم ألوف فلو كانوا عشرات أو مئات لكان لهم بعض العذر ولكنهم آلاف لا بل ألوف وهي جمع كثرة حيث غادروا ديارهم وهم بعشرات الألوف أو بمئاتها . ومهما كان تعداد الجيوش الغازية فإنها تضيع في خضم أهل الديار فكيف يهربون وهم بهذا العدد الهائل ؟؟
    والرابعة : أنهم يخرجون حذر الموت فلم يكن خطر الموت والقتل ماثلاً أو واقعاً بهم ولا حتى متوقعاً بل هو الحذر والاحتياط من خطر قد يحل بهم ، فما بالهم يغلبّون الاحتمال الضعيف ويتجاهلون الاحتمال القوي وهو النصر ورد الغزاة خائبين إن هم واجهوهم ؟!
    إن مجتمعاً تنحط فيه النفسيات والتفكير إلى هذا الحضيض لا يستحق الحياة ولا الكرامة ولا العزة ولذلك كانت العقوبة أن يموتوا ، لقد هربوا من الموت فلاقاهم ، ولو طلبوه لوهبهم الله الحياة ، هذا الموت قد يشمل الكوارث الطبيعية ومذابح أهل البلاد المضيفة وملاحقة الغزاة الغاصبين في البلاد الجديدة التي هاجروا إليها ، ويشمل الموت المعنوي بالذلة والاحتقار والاستهانة والاستهزاء بهم حيثما حلوا أو ارتحلوا جزاءاً وفاقاً ، وما ربك بظلام للعبيد . ولكن رحمة الله واسعة وفضله عظيم فهو سبحانه يعيدهم إلى رشدهم ، ويهديهم سبيل النصر والعودة ، ويدلهم إلى طريق الحياة .. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فهذه الشعوب تكون مبتلاة بقيادات وزعامات تقودها إلى الضلال والهزائم والنكبات وتستمر في الزعامة على الرغم مما سببته من هزائم ، وفي أجواء الهزيمة تنشأ قيادات أخرى تستفيد من الوضع الجديد ، ويرعاها العدو المنتصر ويمكن لها أسباب القبول لدى أبناء شعبها .

    ثلاثة مطالب:
    وفي سورة البقرة وبعد آيات قلائل من الآية التي تتحدث عن مشهد الخروج نرى نموذجاً لزعامات نشأت وقادت وتزعمت في الظلام وفي غفلة من الشعب حتى كان ذات يوم جاء نفر من هؤلاء القادة إلى نبي لهم يتقدمون بطلبات ثلاثة : قال تعالى : "ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ".
    في هذه الآية يأتي الملأ _ وهم القيادات والأشراف _وسموا بالملأ لأنهم يملأون عيون الناس لمكانتهم ومالهم _ يأتي هؤلاء إلى النبي طالبين منه أن يعين لهم ملكاً يجمع شملهم ويوحد شتاتهم ذلك لأن الشعوب المهزومة يكون لها قيادات كثيرة.
    والطلب الثاني أن يقودهم هذا الملك للقتال ، وحددوا نوع القتال في طلبهم الثالث بأنه في" سبيل الله" .

    وجه الغرابة :
    والحق أن صدور هذه المطالب الثلاثة من مثل هذه الزعامات أمر مستغرب بل مستهجن ويدعو إلى الشك والريبة ، فلقد عهد الناس في زعماء الهزيمة انهم لا يحبون الوحدة لأنها تكلفهم التنازل عن كراسيهم .. ولا يحبون القتال لأنه يكلفهم حياتهم وبالتالي فهم دعاة الصلح والسلام ، وأبغض شئ لديهم رفع راية " في سبيل الله " ولذلك فهم يفضلون عليها كل الرايات الوضيعة من شرقية وغربية .. إضافة إلى أنهم يريدون أن يكونوا أصناماً معبودة لا أناساً عاديين . وهنا يثور التساؤل مرة أخرى : لماذا توجهوا إلى النبي يطلبون هذه المطالب وهم كاذبون ؟! بدليل انهم بمجرد أن كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم ، وبمجرد أن عين طالوت ملكاً عليهم وقائداً عاماً للجيش رفضوا إمرته واعترضوا عليه مما يعني أن يرفضون الوحدة التي جاءوا يطالبون بها ، وكذلك فإن رفضهم لطالوت الذي اختاره الله واصطفاه عليهم يدل على أنهم غير صادقين في رفعهم راية " في سبيل الله " وقد بين لهم نبيهم ذلك "إن الله قد بعث لكم طالوت " فهو اختيار الله ، فما حقيقة الأمر يا ترى ؟
    طارق مصطفى حميده
    رام الله / فسطين
    رحمك الله يا أم خالد

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رديمة

    *¨`*:{سيدة المكان}:*¨`*
    رحمها الله رحمة الأبرار
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    منتديات صامطة
    المشاركات
    31,152

    رد: وقفات مع قصة طالوت وجالوت

    بارك الله فيك على هذا الطرح
    وجزاك الله خير على النقل المفيد والقيم

    في ميزان حسناتك ان شاء الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بارك الله فيك حفيدي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الياقوتة
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    04 2010
    الدولة
    لستُ ببعيد ..~
    المشاركات
    3,242

    رد: وقفات مع قصة طالوت وجالوت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رديمة مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك على هذا الطرح

    وجزاك الله خير على النقل المفيد والقيم

    في ميزان حسناتك ان شاء الله



    نفعنا الله وإياك شكرا لحضورك
    رحمك الله يا أم خالد

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية السامق
    تاريخ التسجيل
    11 2010
    الدولة
    مع F16
    المشاركات
    1,890

    رد: وقفات مع قصة طالوت وجالوت

    شكرا على هذا الطرح و جعله الله في موازين حسناتك.
    يـقـول الـزيـر قـهـار الاعــاد * انا السبع الجسور بكل وادي
    غــــدا لابــــد امــشــي لـلـقـاهه * واحصـد جمعهـم يـوم الجهـاد
    واخــــذ ثــارنــا مــــن ال بــكـــر * واطفي النـار مـن طـي الفـؤاد

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •