قال تعالى (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 26 )
يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح أبدله الحسنى في الدار الآخرة، كما قال تعالى: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ )
......................................
عن صهيب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) وقال: « إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد:يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنْجِزَكُمُوه. فيقولون:وما هو؟ ألم يُثقِّل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا من النار؟ » . قال: « فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم » .
أبي تَمِيمَة الهُجَيْمي؛ أنه سمع أبا موسى الأشعري يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي:يا أهل الجنة - بصَوْت يُسْمعُ أوَّلهم وآخرهم - :إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، الحسنى:الجنة. وزيادة:النظر إلى وجه الرحمن عز وجل » .
أبيّ بن كعب:أنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل: ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) قال: « الحسنى:الجنة، والزيادة:النظر إلى وجه الله عز وجل » .
...................
وقوله تعالى: ( وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ ) أي:قتام وسواد في عَرَصات المحشر، كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة من القُتْرة والغُبْرة، ( وَلا ذِلَّةٌ ) أي:هوان وصغار، أي:لا يحصل لهم إهانة في الباطن، ولا في الظاهر، بل هم كما قال تعالى في حقهم: فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا أي:نضرة في وجوههم، وسرورًا في قلوبهم، جعلنا الله منهم بفضله ورحمته، آمين
(ابن كثير /بتصرف )