يحكى أنه فاتنـ الوادي ـة (2)
الواقع و الخيال
الواقع
"ان تحب بصدق.. تخلص بصدق..
ثم تصدم في النهاية..
يذل كل الصدق الذي قدمته.."
الخيال
أن تغمض عينيك.. حتى لا ترى سوى الظلام الدامس..
عندها فقط..
احلم .."تخيل أمواج الظلام خطوط..
لونها..
ارسم ما تشتهيه..
كن ما تريد..
كوني ملكة.. امبراطورة..
كوني أعظم لاعبة تنس ..
أجمل سباحة في الدنيا"..
كوني و كوني و كوني..
و عندما ينتهي تدفق الأمواج..
عودي الى عالم الواقع
الوسط
س:ماذا يحدث عندما تدير وجهك للواقع؟
ج:اواجه الخيال
س:ماذا يحدث عندما تدير وجهك للخيال؟
ج:أواجه الواقع
س:ما الذي يحدث عندما تدير وجهك لكلاهما؟
ج:أواجههما كلاهما.
هذا ما أريد الوصول اليه..
واقعي و خيالي..
عالمان كبيران..
اندثرا بين صفحات الأوراق فاختلطا و اصبحا حيث لا يفترض بهما..
اندمج الواقع بالخيال في عالم يوتوبيا..
في وادي الاحلام..
وادي النيل..
ام
وادي الاحلام..
فواقعه يحمل بين طياته رمز الوطن و رمز الأمان..
و خياله يحمل رموز عده أبرزها رمز الحب و العشق و الهيام..
لكن متى يحدث ذلك الاندماج؟
متى لا تفرق بين الواقع و الخيال؟
هناك الكثير من الأقوال في ذلك الشأن و لكن اكثرها ثبوتا هو مقولة..
انه عندما لا يتبين خط الضوء من الظلام
و عندها فقط يندمج وادي النيل بوادي الأحلام..
عندما تكون في الظلام..
نعم..
يقال ان الظلام جزء من عالم خفي..
انه مكان بين العالمين..
هو بوابة لمن طال انتظاره
البوابة التي تفصل بين عالم الواقع و الخيال..
عندما كانت تعبره..يضيع الأسى بين خطوط الخيال..
و يبدو كل شيء كمن وقع تحت السحر..
ذلك النوع من السحر الذي يؤثر على الأفئدة فيجعلها تهيم في عالم الخيال..
في الواقع
قد تتصنع الفرح لتسعد من حولك
في الخيال
انت لست بحاجة لأن تتصنعه..لأنك فعلا في قمة سعادتك المطلقة..
في الواقع
يصبو قلبي الى الحب!! و يتمنى أن يجد من يحبه و لكنه سرعان ما يتعب و يفقد الأمل, أو يخشى على نفسه من الهلاك في سلك العشق و أن لا يبادل بمثل الشعور..
في الخيال
يحزن أولا في وحدته....ثم يجده..
ذاك الذي انتظره منذ أبد الدهر..
يحبه..يعشقه..
و لكنه يحور في شخصيته إذ تكون تكون شخصيته مبتكرة يتوقع قلبها كل ما سيفعله بل انه قادر((قلبها)) على تحوير تصرفاته كما يشاء و يشتهي..
فتأخذها الحسرة..
و لكن السعاده الوهمية تنتشلها من عالم حزنها..فتسعد معه مؤقتا..
يمرحان..
هناك فوق المرج الخضراء..
انها تتذكر رائحته
كيف كانت تعبق بنسيم البحار السبعة..
و يوم اعجبته طريقتها في جمع روائح ورود العالم فيها..
أعماها الحب عن حقيقة أنه خيال..
فنسيت معه الدنيا و نسيت مستقبلها..
يبقيان معا كل نهار بين مياه الشلالات المتساقطة كحبات الؤلؤ
و يرتميان على العشب الأخضر ينشدان سيمفونية حبهما تحت ضوء القمر..
و كل ليلة عندما يودعها للرحيل..
و ترتمي في أحضانه باكية..
عنده فقط تدرك أنه الخيال بعينه
حيث أنها لا تستطيع تذوق حبه..
حبه بلا طعم..بلا لون..بلا رائحة..
كأنه معادلة مستحيلة الحدوث لا معنى لها..
نتيجتها النهائية...
صفر
ثم لا شيء اخر بعده..
لكن الواقع
مختلف بطبعه
إنما هي لا تستطيع التحدث عنه..
هذا لأنها لم تتذوق إلا ما لا يمكن تذوقه..
لم تتذوق إلا طعم خيالها الذي أعياها..
و هكذا أتعبها الإنتظار..
في وادي الأحلام الضائعة...
منقول