قبل سنوات عدة فضل صالح النعيمة اعتزال الكرة وهو في قمة عطائه بسبب إصابة حدثت له، بينما فضل ماجد عبدالله البقاء ورضي بجلوسه في المدرجات أو على دكة الاحتياط من أجل مرتب الاحتراف، لم يكن البقاء مطمعا قبل ذلك، لكن مقدمات العقود، ومرتبات الاحتراف صارت مغرية للاعب ليبقى حتى آخر يوم في حياته الرياضية، وهو يوم إلزامه بالرحيل، لم يعد لبقاء الصورة المثالية قيمة أمام المادة، لا بأس أن تداس بالقدم!
حارس الهلال محمد الدعيع يمر الآن بالمشكلة التي يمر بها معظم اللاعبين البارزين، الحيرة بين البقاء أو الاستمرار، بين المادة والحفاظ على الصورة الزاهية لئلا يخدشها ضعف المستوى.
من المؤكد أن الدعيع لم يعد كما كان بلا أخطاء، بديهته لم تعد سريعة كما كانت، لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة انعدام الثقة، ومن يتعاطف معه مثلي إنما يتعاطف مع تاريخه ناصع البياض، ومع شيء من الواقع يزعزعه مطلب الكمال، هو ما يزال كما أرى أفضل من حسن العتيبي، هذا جعل الإدارة تحرج بين الانتصار للدعيع، أو إطاعة المدرب، مع أن الأول ابن النادي، والثاني ابن المادة!
أمام التهميش الجزئي الذي قوبل به من المدرب (غريتس)، والتهميش الكلي الذي سيحدث له في الموسم القادم تكمن مشكلة الدعيع، وهو ما جعله ينتصر لكرامته ويعتذر عن معسكر النمسا، هل يقبل أن يتنازل عن عرش الحراسة مقابل مبلغ مادي مرض، أم يفضل الاحتفاظ بكرامته ويتخلى عن بضعة ملايين يمكن أن تضاف إلى رصيده قبل أن يعتزل، وهي آخر ما يمكن أن يناله ماديا من كرة القدم؟!
مشكلة محيرة، أليست كذلك؟!
نعرف جميعا أن اعتزال الرياضي المرموق هي العربة التي تنقله من قصر الغنى إلى عشة الفقر، طالما الأمر كذلك فإن استمرار الدعيع ليعتصر ما بقي في جسده من قدرة مقابل بضعة ملايين يبدو أمرا مقبولا عند جمهوره كما أظن خاصة أنه تلقى عروضا مغرية، لن يرغموه على الاعتزال طالما أنهم يحبونه ويرجون له الخير، والخير هذا إن لم يجده في الهلال، فسيجده في ناد آخر سنتين على الأقل.
للهلال معروف كبير على لاعبيه ليؤمنوا عيشهم ما بقي لهم من عمر، أحدها حفلات الاعتزال التي يقيمها لهم وينالون بسببها مبالغ عالية، ومنها ترك الحرية لهم لينتقلوا إلى ناد آخر، ومن الأمثلة على ذلك فهد المفرج الذي استطاع أن يحصل من الاتفاق على عائد مادي يزيد عن المليون ريال سنويا، وكذلك عبدالعزيز الخثران الذي لعب للوحدة، الأمر قد يحدث للدعيع مع إضافة مثرية هي إقامة حفل اعتزال له كما وعد رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ولا ينبغي أن يلغي انتقاله حفل اعتزاله حتى لو قرر إكمال بقية حياته في النصر!!
بقايا...
**كيف استقال سلمان القريني وفرط بمرتب شهري مقداره 30000؟ هل يعني أن البقاء في إدارة الكرة أمر لا يطاق؟!
**استقالة خالد البلطان من رئاسة أعضاء شرف الحزم يعني إلغاء الازدواجية التي عاشها منذ ترؤسه نادي الشباب وأحرجته كثيرا كما حدث الموسم الماضي حينما نقل وليد الجيزاني من الحزم إلى الشباب.
**إن لم يستطع النصر الحفاظ على محمد السهلاوي فهي كارثة بحق رئيسه الأمير فيصل بن تركي!!
**ينتظر الرائديون من رئيس النادي الأستاذ فهد المطوع إبرام صفقات كبيرة لتعزيز صفوفه بلاعبين مبدعين، لكن ليسوا من عينة حمد الصقور!!