بسم الله الرحمن الرحيم
بهذا العنوان ذكرت ما كتبه رئيس بلدية جدة السابق في مقال له يحذر فيه من خنق مدينة أبها وذلك باستغلال أكبر ساحاتها سوقا استثماريا .رئة صامطة لا تخنقوها
واليوم صامطة تختنق أيضا بسبب إصرار بلديتها على إنشاء مول تجاري استثماري مكون من ثلاثة أدوار بالساحة العامة بسوق الاثنين على الرغم من أن هذه الساحة هي في الأصل مواقف لسيارات المواطنين المرتادين لمحلات البلدية المؤجرة على التجار منذ أكثر من ثلاثين سنة ولا تقل عن مائة وخمسين محلا تجاريا. هل سمعت أخي القارئ بالمثل القائل (جزاء سنمار) انه الجزاء الذي حصل عليه أصحاب هذه المحلات الذين أسهموا في دعم البلدية ماديا خلال ثلاثة عقود مضت حيث عمد المقاول المستثمر لهذه الساحة إلى إقامة الحواجز من الحديد والزنك والمتاريس الخرسانية أمام محلات هؤلاء التجار البؤساء وحرمانهم من رزق الله ومن رؤية الناس من حولهم ولكن من أراد الوصول إليهم عليه شد المئزر والمشي على قدميه مسافات طويلة ولعل ذلك في ميزان حسناته.
إن سوق الاثنين بصامطة بساحاته المعروفة يعتبر من الموروثات التاريخية التي ترتبط بالمنطقة وان في طمس معالم هذا السوق وساحاته عدم تقدير لمشاعر الناس الذين يرتادونه من مختلف محافظات المنطقة .
إن في العالم المتحضر ما يشبه أسواقنا الأسبوعية هذه ولم تمتد إليها يد الطمس والتغيير بل العناية والمحافظة والتفعيل لدورها في حياة الناس واني أتوجه بدعوة لمن يرغب بمشاهدة ذلك فى مدينة (اخن) بألمانيا ومدينة (فانس) بهولندا لكي يرى بأم عينه كيف يمارس الناس بيعهم وشراءهم في تلك الأسواق الأسبوعية كيف يتنفسون عبير الحياة من خلال استمتاعهم بموروثاتهم المكانية والزمانية وسط دهشة الزوار وإعجابهم.
إنني لأتساءل هل شحت الموارد في بلادنا إلى درجة استغلال هذه الساحة سوقا استثماريا في منطقة مكتظة بالسكان ضيقة الشوارع تحيط بها المحلات التجارية إحاطة السوار بالمعصم .
إن بلادنا ولله الحمد قد حباها الله بخير كثير وبما هو أعظم من ذلك وهو قائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيث سخر كل إمكانات بلاده لخدمة الوطن والمواطن فذلل كل صعب يعترض الساحات العامة والميادين الفسيحة ليوفر الراحة لشعبه .
ولكن ما تقوم به بلدية صامطة من استثمار لهذه الساحة يختلف تماما مع توجهات حكومتنا الرشيدة إذ المعروف في إنشاء المولات التجارية ضرورة إيجاد مواقف أضعاف المساحات التي تبنى عليها تلك المولات التجارية فأين النظرة المستقبلية في التخطيط وأين التقدير للتبعات والنتائج التي يتجرع مرارتها المواطن من اختناقات مرورية لا تطاق في الأيام العادية فكيف بأيام المناسبات والأعياد؟.
وان من المضحك وحقيقة أن شر البلية ما يضحك إذا علمت أخي القارئ أن أصغر دوار في العالم تبلغ نصف دائرته مترين يقع في صامطة وتدور حوله السيارات في ستة مسارات وهو على بعد ثلاثين مترا فقط من المول التجاري الاستثماري المزمع إنشاؤه وعلى بعد عشرة أمتار من سوق الخضار العائد للبلدية في الموقع نفسه .
إننا نناشد المسئولين وكل ذي حث وطنى ان يتفاعلوا مع الحدث تفاعلا بناء .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه
(رئة صامطة لا تخنقوها !!!!!!!!!!!!! )