العفو
كلمة سهلة في حروفها صعبة في مضمونها
لا تطيقها إلا النفوس العظيمة .
وإلا لما استحق من يعفو عن المخلوق .. عفو الخالق
قال تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله ).
وقال : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
إن أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في عقيدتها وعبادتها ومعاملتها .

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الشحناء

وعندما سئل صلى الله عليه وسلم في الحديث أي الناس أفضل؟

قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان "

قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟

قال: " هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد "

[أخرجه ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمر بإسناد صحيح]

وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة ونعمة من النعم التي توهب

لأهل الجنة حينما يدخلونها قال تعالى :

(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)

قال الشافعي رحمه الله :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم *** إن الجواب لباب الشر مفتاح

فالعفو عن جاهل أو أحمق أدب *** نعم وفيه لصون العرض إصلاح

إن الأسود لتُخشى وهي صامته *** والكلب يحثى ويرمى وهو نباح

طهر الله قلوبنا بالتقوى وألهمنا رشدا من لدنه .



وجعلنا ممن عفا وأصلح وطاب سريرةً وطهر قلباً