القصيدة مجموعة من أبيات الشعر من بحر واحد وقافية واحدة ،
قد التزم فيها أحكام عروض الشعر ، هكذا يعرف القدماء القصيدة (1)،
والاخفش يطلق على الثلاثة الأبيات فما فوقها قصيدة ، وابن جني يطلق
على ما زاد على الثلاثة ، وأغلب العلماء لا يطلق اسم قصيدة إلا على
سبعة أبيات فصاعدا.والقصيدة لا بد أن تكون من بحر واحد ، ولكن
الشعراء المعاصرين نظموا بعض قصائدهم من بحور متعددة ، ومن
ذلك قصيدة (الشاعر والسلطان الجائر ) لآءيليا ابو ماضي ، وممن صنع
مثل ذلك محمود غنيم في ديوان (في ظلال الثورة ).
وقد حرر بعض الشعراء المجددين القصيدة من القافية ، وسموا ذلك
شعرا مرسلا ، فمن فعل ذلك شكري وأبو شادي وغيرهما .
وقد طرح بعض الشعراء المعاصرين الأوزان العربية .. وساروا على
نوع من الموسيقى الداخلية لا صلة له بالوزن الشعري ، وبعضهم التزم
التفاعيل العربية ، وخالف بين شطري البيت في عددها وسموا ذلك كله
(الشعر الحر ).
وقد وافقهم بعض النقاد في ذلك ، ومن بينهم أبو شادي والسحرتي ومندور،
وخالفهم في ذلك الكثيرون ، ومن بينهم العقاد وعزيز أباظه ووديع فلسطين
في كتابه (قضايا الفكر) وسواهم وسموا ذلك نثرا لا شعرا ، وارى ان الشعر
الذي يجي ، على غرار التفاعيل العربية لا نطرده من ساحة الشعر ، وما جاء
على موسيقى خاصة لا تمت إلى التفاعيل العربية بصلة لا نقبله ولا نعده شعرا.
علينا ان نتمسك براي الاغلبية وهو من سبعة ابيات فما فوق فهي قصيدة وما
قل لا يعد قصيدة، بل ابيات ولها مسمياتها .
علينا ان نتمسك بالراي القائل ما أنوزن فهو شعرا وما لم ينوزن بميزان الشعر
فهو نثرا .(1) راجع البناء الفني للقصيدة العربية الخفاجي - النغم الشعري
عند العرب للدكتــــورين :
عبد العزيز شرف ومحمد عبد المنعم خفاجي .
منقول