استهلاك الكهرباء أمس وصل إلى 10 آلاف و907 ميغاواط.. والحرارة إلى 53 درجة.. وحتى أسماك البحر «انحاشت».. من الحر
حريق كبير شب في أحد محولات الكهرباء بمنطقة السلام (Alwatan)
- الشريعان لمطالبيه بالتنحي: نشهد أزمة منذ سنوات .. والصيف القادم.. (OK)
- «التربية» تنهي دوام الرياض وتقلل ساعات المناطق التعليمية للترشيد
- زيادة الإنتاج الكهربائي على حساب إنتاج المياه قطعتها عن الفحيحيل والمحولات تحترق
- آخر صيف صعب ودخول محطة الصبية للخدمة ينهي الأزمات الكهربائية
- اقتراح برلماني بتغيير الدوامات من 7 صباحا حتى 12 ظهرا.. وجلسة في 20 يونيو للمتابعة
كتب عبدالله الشمري وجاسم التنيب وخالد العتيبي وأحمد الشمري وعبدالعزيز الفضلي وعبدالله المفرح وحمد الجدعي:
«الكوارث لا تأتي متفرقة، وانما تنزل دفعة واحدة».. هذا المثل صار تقريباً ينطبق على حالنا في الكويت هذه الأيام، فالحرارة الشديدة لامست 53 درجة مئوية، وهي الدرجة التي يجب ان يتوقف معها أي عمل كما هو متفق عليه عالميا، وبسببها هربت الاسماك الكويتية الى المياه العميقة بحثا عن البرودة، والكهرباء في انقطاعات مستمرة كون حجم الاستهلاك وصل الى الحجم الكلي للانتاج، وكذلك الحرائق التي تشهدها البلاد في المحولات الكهربائية بسبب الحرارة الشديدة، أضف الى ذلك انقطاع المياه عن مناطق عدة وصعوبة الحصول عليها عن طريق «التناكر»، كل هذه الأمور مجتمعة تجعلنا نتصور الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد والقلق والتخوف من ان تصل الأمور الى أكثر من ذلك، فتنقطع الكهرباء والمياه وتضطر الاسر الى قضاء يومها والحرارة تصل الى 50 درجة في المدينة و53 في بعض المناطق الصحراوية.
الأحمال الكهربائية في ارتفاع مستمر بسبب تزايد الاستهلاك، وقد وصلت أمس الى 10 آلاف و907 ميغاواط، من الانتاج الكلي البالغ 11 ألف ميغاواط، ولتلافي زيادة الاستهلاك عن اجمالي الانتاج، لجأت وزارة الكهرباء والماء أمس الى ايقاف مقطرتي مياه عن الانتاج وتحويل الطاقة المنتجة من مولداتهما الى خط الانتاج الكهربائي، مما تسبب بانقطاع المياه عن منطقة الفحيحيل لكنها كانت الوسيلة المتاحة لانقاذ الكهرباء على حساب المياه، ومما زاد من مشكلة الكهرباء أمس ان عددا من المحولات الكهربائية تعرضت للانفجارات والاحتراق مما قلل من كمية الانتاج الكهربائي.
وأمام هذا الوضع الصعب، طالب عدد من أعضاء مجلس الأمة وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان بتقديم استقالته ان لم يكن قادرا على التصدي للأزمة الكهربائية، وكان رد الوزير على النواب ان البلاد تشهد أزمة كهربائية منذ سنوات طويلة، وأعرب عن تفاؤله بأن يساهم انخفاض درجات الحرارة الأسبوع المقبل في خفض الاستهلاك الكهربائي، وقال ان هذا الصيف هو الأصعب، وأن الوضع سيكون ممتازا صيف العام المقبل بعد دخول محطة الصبية الى الخدمة، وناشد الوزارات والمواطنين المساهمة في ترشيد استهلاك الكهرباء لتجاوز هذه الأزمة.
وقد تجاوبت جهات رسمية عدة مع دعوة الشريعان للترشيد، والعمل على تخفيف الأحمال الكهربائية، فقررت وزارة التربية انهاء الدوام في مرحلة رياض الأطفال للهيئتين الادارية والتعليمية اعتبارا من اليوم الأربعاء، لتوفير ما تستهلكه مدارس الرياض من كهرباء.
وفي خطوة مشابهة، وجهت الوزارة تعليمات لمدارس المراحل الأخرى بضرورة فصل التيار الكهربائي عن مرافقها باستثناء غرفتي تصحيح الامتحانات وادخال الدرجات اعتبارا من يوم غد الخميس الذي يصادف انتهاء اختبارات المرحلة الابتدائية، كما أصدرت تعليمات للمناطق التعليمية بانهاء الدوام عند الساعة الواحدة ظهرا وفصل الكهرباء عن جميع مرافق مبانيها.
من ناحية أخرى وعلى صعيد الوضع الكهربائي في البلاد تقدم 22 نائباً يتقدمهم أعضاء كتلة التنمية والإصلاح بطلب لعقد جلسة خاصة لمناقشة أسباب الانقطاع المتكرر للكهرباء ومدى جدية الاجراءات الحكومية لحل هذه الأزمة وذلك في جلسة 20 يونيو الجاري.
وتقدم أيضا النواب جمعان الحربش ووليد الطبطبائي وفيصل المسلم وفلاح الصواغ باقتراح لتعديل مدة العمل في الوزارات لتخفيف استهلاك الكهرباء خلال فترة الصيف من الساعة 7 صباحا إلى الساعة 12 ظهرا.
الحرارة الشديدة لم يكن لها تأثير على الكهرباء والمستهلكين فقط، وانما كان لها تأثير كبير على الاسماك التي ارتفعت أسعارها، فقد ابتعدت الاسماك الكويتية عن المناطق القريبة من الشواطئ وهربت الى أعماق البحر بحثا عن برودة المياه، بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، مما جعل اصطيادها والحصول عليها صعبا، فترتب عليه ارتفاع أسعارها ليصل سعر الهامور الكبير الى 40 دينارا، بينما تراوحت أسعار الاسماك الأخرى ما بين 20 و40 دينارا للأحجام الكبيرة منها.
وقال مراقب عام سوق الاتحاد الكويتي للاسماك سالم الفيلكاوي لـ «الوطن» ان أسباب ارتفاع الأسعار يعود اضافة الى حرارة الجو الى قلة أعداد الصيادين الذين يتمتعون حاليا باجازاتهم خارج البلاد، كما ان منع صيد اسماك الزبيدي المحلي والروبيان جعل المستهلكين يقبلون على الأنواع الأخرى من الاسماك مثل الهامور والسبيطي والنقرور فساهم ذلك في رفع أسعارها.