بداية موفقة [أبا يحيى]
ويسرني أن أشارككم هُنا بهذا الموقف والذي لن أنساه ماحييت ..
[تعلمون جميعكم أن المرحلة الابتدائية أقل مشاكل سلوكية من المرحلة المتوسطة والثانوية,
لكن في إحدى السنوات مرت علي طالبة في الصف السادس كانت جداً مشاكسة والكل مستاء منها حتى مديرة المدرسة والمعلمات لم يسلمن منها , المهم كنت أسمع المعلمات في حجرتنا يتحدثن عنها وأنهن عاجزات عن التصرف أمام سلوكها , في اليوم التالي طلبت من رائدة النشاط وهي توزع الطالبات أن تضع اسم هذه الطالبة في جماعتي [جماعة المصلى ] وفي أول اجتماع للنشاط سألتهن سؤال / هل تحبين الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
جميعهن أجبن بالتأكيد بنعم , فسألتهن / إن كنتِ تحبين أحد أترضينه أم تغضبينه؟ أجبن بالأولى
فقلت لهن من الآن وصاعداً قيسي سلوكك على محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم ورضاه أو بغضه وغضبه ..
طلبت منهن أن يلاحظن سلوكيات بعضهن وكل منهن تنقد الأخرى دون تحديد اسم معين..
وفي الاجتماع التالي للجماعة ناقشنا الأوراق فسألتهن من تؤذي الآخرين هل تحب الرسول ؟ ومن تكذب ؟ ومن لاتحترم الآخرين ؟ ....إلخ
طلبت منهن أن يجهزن إذاعة عن احترام الكبير وحسن المعاملة .
وجعلت تقديم الفقرات والتعليق عليها لهذه الطالبة ؟
بدأت الطالبة تحس بأخطائها , فوجئت بها يوماً تناديني من حجرة المعلمات وصرحت لي أنها تشعر أن سلوكياتها خاطئة وتحتاج تعديل وفعلاً بدأت الطالبة تعدل من أسلوبها بالتدريج والكل لاحظ ذلك و حتى أصبحت من أروع طالبات المدرسة وأكثرهن أدباً وامتياز وكرمت من قبل المديرة باعتبارها من المثاليات .
وموقف آخر بيني وبين الوكيلة في مدرستنا
[أيام اختبارات المرحلة الابتدائية , أنا عرفت في المدرسة أنني أول من ينتهي من إعداد الأسئلة وتسليمها للمديرة , جئت يوم السبت وقد أعددت أسئلتي وبدأت أصور وقبل انتهائي من تصويرها ووضعها في الأظرف تذكرت الختم , ذهبت لأختمها وأسلمها فإذ بمديرة المدرسة قد خرجت لم أجد إلا الوكيلة , فخاطبتني ضعيها هنا سوف أضعها بعد قليل في الخزانة وغداً أسلم المديرة , خرجت وأنا معتمدة على ذلك ..
في اليوم التالي لم أسمع إلا صوت المديرة تناديني بصوت عالٍ فجئت أركض وإذ بالأسئلة منثورة على الطاولة صعقت من ذلك وقبل أن أنطق بشيء دخلت الوكيلة , نظرت إلى وكأنها ترجوني ألا أخبر المديرة , نظرت إلى المديرة وقلت أنا آسفة نسيتها هنا ولم أخبر أحداً بذلك , ووعدتها بإعادتها وخرجت , فلحقت بي الوكيلة وهي تبكي وتقول : لن أنسى لك هذا الموقف ماحييت ودعت لي دعوة إلى الآن صداها يتردد في أذني ]
وأصبحت الوكيلة أقرب صديقة لي ..
وغيرها الكثير من المواقف التي نواجهها في الميدان التعليمي..
أختكم / صامطية