هذا هو التواجد الأمثل !
بينما كنت أطالع في صفحات جريدة "الوطن السعودية" _ كما هي عادتي ، في كل يوم مشرق جديد تشرق فيه الشمس _ قلت لنفسي الأمارة والمولعة بالرياضة وأنه لابد من الذهاب لمطالعة آخر أخبار العرس الكروي وكيف هي أجواء "الجزائر" الحبيبة بعد الطلوع خالي الوفاض من المونديال ؟ وماهي الوعود "الكاذبة" التي يطلقها كل من الإنجليز والألمان تجاه بعضهم البعض ؟ وإذا بي أرى عنوانآ أهم من أي عنوان آخر ! عنوان لو كان حاضرآ كل أربع سنوات لوحده لكفى ولأزال عنا شيئآ من الهموم التي تراودنا تجاه منتخباتنا العربية ومشاركاتها الهزيلة في هذا التجمع العالمي !
فحينما تقرأ عنوانآ يزف إليك البشرى ب "إسلام" سبعة أوروبيين _منهم 3 دنماركيين واستراليين وإيرلنديين_ فإن هذا بحد ذاته يدخل السرور في قلب كل مسلم أكثر من أي شيء يتعلق بمتع الدنيا الزائلة يأتي على رأسها الحصول على كأس العالم !
إن هذا العمل والجهد الجبار الذي نظمته "الندوة العالمية للشباب الإسلامي " من أجل نشر سماحة الإسلام وتوضيح صورته الحقيقية إنما هو واجب كل مسلم يحظى تواجده بفرصة كهذه ، حيث أن العالم من كل الديانات والجنسيات والألوان والأعراق يبدو وكأنهم في قالب واحد .
ولم يكتف بهذا قط ، بل قام هؤلاء _أيضآ ،من خلال ذلك التجمع الثقافي الذي يعرض من ضمن فعاليات البطولة _ بالتذكير بالحضارة الإسلامية وأثرهاالبالغ في الحضارات الأخرى ، وفي ازدهار الشعوب وتطورها وهذا شيء رائع بل يكاد يكون في غاية الأهمية ؛ فحينما يسمع الآخرون عن ثقافة الحضارة الإسلامية العظيمة ؛فإنهم حتمآ ستتوق أرواحهم لمعرفتها أكثر وربما تكون سببآ جوهريآ لإشهار إسلامهم ؛لاسيما وأن تلك الحضارة الإسلامية الخالدة تشتمل على تعاليم الإسلام السمحة والمحببة إلى طبيعة البشر الفطرية السليمة من كل الشوائب .
ما أشد تأثير الكلمة الطيبة ، ووقعها في قلوب البشر ! بعيدآ عن العنف والقوة في الدعوة التي لن تزيد المتلقي إلا نفورآ ، وصدق المولى جل شأنه حينما قال في كتابه المبارك :" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .. " ، ولنا في رسولنا الأمي قدوة حسنة حينما ذكر ووضح بأن الدين هو "المعاملة " .
أيضآ لزامآ علينا أن نذكر إخواننا "المبتعثين " الدارسين في الخارج بأن يجعلوا جل همهم وتركيزهم في كيفية إبراز سماحة الإسلام ولطفه سواء كان ذلك من خلال تعاملهم مع الآخرين أو من خلال التذكير بالحضارة الإسلامية أيضآ وكيف كان لها الأثر البالغ والكبير في التأثير على الحضارات الأخرى ويكون ذلك من خلال ورقة عمل تقدم في أي فرصة في أي مناسبة كانت سواء من خلال المعارض أوالندوات أو غيرها ؛ لنبين للآخرين تعاليم الإسلام العظيمة ؛ لنبعد عنهم "الغبش" الذي أصاب أعينهم تجاه الإسلام والمسلمين بعد أحداث11 من سبتمبر ؛ ويتبين لهم _خلال ذلك _ سماحة هذه الديانة ولطفها واختلافها الشاسع بينها وبين الديانات الأخرى .
*حسين الخزاعي