أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الثانية
كان الفؤاد لديه دوما
سحرت عيوني شعراته المبللة بماء الوضوء
هيا الى الصلاة يا حبيبة
فاسمع كلمة حبيبة
تستغيث كل مشاعري
خير ما تدعو الحبيب اليه في الصباح
نقوم للصلاة
فتذهب للمسجد راكضا
لا يهمك برد او كلل
او خطر او غضب
تعود للصلاة
فتتجهز ليوم عمل
سأعود...
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الثالثة
كان نعم الاخ ونعم الصديق
كان الحبيب وكان الرفيق
وحين المت بي مصائب الدنيا
وودعت ابوايا العزيزين
كان الاب الحنون والام الرؤوم
كان يبتسم عند وجعي
ويداوي جراحي في ألمي
ويبلسم قلبي حين يبكي
وحين أراه سكين وحدته
لفقدان عزيز تركه
أبدأ بنثر حروف العز والفخر والكرامة
يبتسم من جديد
ويأمل بفجر سعيد
ويعدني بنصر قريب
وان الله وعد بفتح للابطال
قصر الزمن او طال
وفي رمضان الكريم
علمنا ان نسم باسم الله
ونأكل التمرات
ويمازح والدته العجوز
كأنه زهر نيسان الآن قد تفتح
ونلمح في عينيه وميض الاقمار
وكأنه جبل أو سد لا ينهار
ساعود.. لاكمل لكم مذكرات الارملة الحزينة
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الرابعة
كان يترك البيت في ليل رمضان
يصاحب المسجد معتكفاً يقرأ القرآن
في ليالي البرد القارسات
وحين يتسلل البرد لاوصالنا
يشعل بموقده العاجي من الفحم نارا
ويدفء المنزل بضحكاته الحانية
اجمل ما رأيت منه
تلك الابتسامة الحانية
عندما لمس وليدنا الاول
وكأنه تسمر مكانه
وقبّله ألفاً من القبل
وقرأ له في اذنه الأذان
وكبر له في الثانية
وحين حبا وليدنا
وقال اول مرة بـ بـ بـ صرخ قائلا
انه يناديني يا غالية
وكأن الارض لم تتسع لفرحته
حمل وليده ذات مرة
وقال بكل ألم
عشنا ظلمات الاستعمار
فهل يتذوق وليدنا مرارة الحنظل؟
قلت والالم يعتصف فؤادي
ادعو الله أن يجنبه مر ما ذقناه
ساتابع
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
عالم من طيات الحب بين الكلمات
حييت و دمت لمن تحب
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الخامسة
ويكبر طفلنا الجميل
ويأتي الوليد ثم الوليد
ويذهب وليدنا لأول يوم في دراسته
نصطحبه معاً
تنزل دموع الصغير لآليء على خده
لا يريد ان يفارقنا
فنبتسم لنطمئنه
ونسعد لسعادته
ونتركه في يومه الأول
يجازف في عالم المدرسة
ويعود، حاملاً
ذكريات لا تمل
ويبدأ في احتضان كراسته
يرسم عصفورا وعصفورة
يغردان فوق مأذنة باكية
فيسأله الفارس
لم تبك المأذنة
يجيب الورد الصغير
لأن المسجد اسير
سيتحرر الاسير
وستغني على قبابه العصافير
يحضنه بكل رجولة
ويمسح دموعه
وسطلب منه عدم البكاء
فما عهد للرجال دموع
يستعد الصغير للنوم الهاديء
وليلة للوالد ان يكون هانيء
قبلة قبل النوم للام
وقبلة فوق الرأس للاب
ويوم الجمعة الجميل
يلبسان ثيابهما الفضفاضة
ويصطحبه للجامع
وهو للشيخ سامع
ويردد الفاتحة
ويعود مسرورا
يحضن يد والده الكبيرة
وفي الاخرى يمسك المسبحة
ساعود.. لاكمل لكم مذكرات الارملة الحزينة
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم نفيس
عالم من طيات الحب بين الكلمات
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم نفيس
حييت و دمت لمن تحب
جميل تواجدكي رغم الم الأوراق
نورتي هذه الصفحات بزيارتك
انتظري الباقية
دمتي بحفظ الباري
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة السادسة
تركني ليال طويلة
باحثا بين الاراضي وأمواج الشاطيء
تركني ليحارب ببندقية وإيمان في قلبه
اعداء الله
ومع كل خبر عاجل
كنت اسمع صوت انفاسه وهي تنتهي
واحد.. اثنان.. ثلاثة
وبرغم الألم.. تعتريني الفرحة
لانه ليس بين من ستستقبلهم السماء
وتوالت الايام
وجاء يوم لن انساه
سمعت صوتاً يحشرج داخلي
حدث شيء للعزيز
لقد اعتقلوه
اخذوه
كبلوا حريته
يا الهي
هو يفضل الموت على الاسوار
يا الهي لقد مات داخله الان الضياء
سيعذبوه
يضربوه
سيكبلوه
ماذا هو فاعل الان
لم انم ليال طويلة
اتخيله.. مقيد على كرسي الاعتراف
اتخيل عيناه معصوبتان
ويداه مقيدتان
هو عصفور حر طليق
يحب الحرية.. فلا تحرموه الحرية
وطرقت استمع للقاضي ينطق بالحكم
عشر سنوات
خلف القضبان
صرخ بأعلى صوته
اقتلوني
لكن لا تحبسوني من الطيران
لا تمنعوني من التحليق في السماء
ولكن.. عشر سنوات
وراء الابواب الموصدة والاسلاك الشائكة
سعود.. كي اكمل الاوراق
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة السابعة
وتمر الأيام بطيئة وتطول الليالي
في غياب فارسي الذي يقبع خلف القضبان
لم تخلق القضبان لفارس
بل خلقت لمجرم
هذا هو العالم اليوم
حيث العدل ظلماً والظلم بات حقاً..
تحدثت في غيابه مع النجوم
وطلبت من نجمتي الحزينة
أن تبلغه كل رسائل الشوق
وسألته في رسائلي
عن شوقه لي
فكان يبلغني
أن شوقه للطيران أكثر من شوقه لحضن امرأة
رغم أن الكلمة تجرحني كامرأة
كانت تشفيني كوطن ومرفأ لسفنه الحائرة
تمنيت أن يرى اطفالنا يكبرون امام عينيه
ولكنه رحل
وترك المسئولية خلفه
كان يوصيني من بين جدران خيمته
" علمي اولادنا القرآن وحمل السلاح "
لم ادرِ ما افعل سوى أن ادعو الله
أن يحقق أمنيته بالحرية
سأعود...
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الثامنة
ورأت أخيرا عيناه شمس الحرية
وسجد شكرا لله عليها
ولامست جباهه الطاهرة تراباً كثيرا ما زرعه
واستعدينا مرة أخرى
لنستنشق هواءً حرمنا نعيمه
ونتمشى على شاطيء بحر غزة
ونبحر.. في خيالنا واحلامنا
كوردتين تعبتا جفاف الماء
وأخيراً هطل الغيث على تويجاتهما..
وحين داست القدم النجسة
أرض الاسراء و المعراج
تأججت النيران في الصدور
واختنقت الصرخات في الحناجر..
وهزم الكبرياء صمتنا وقلة حيلتنا
فصلى.. وخرج
سأعود لاحقاً... لأكمل وجع الأرملة
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة التاسعة
وحين وصل مفترق الموت والأموات
امسك بحجره
ثم خنجره
ثم بندقيته بندقية الاحرار
وبدأ بإطلاق رصاصاته على صدور ورؤوس المغتصبين
وفاجأه مجرم صهيوني
فأطلق رصاصة اخترقت صدره
وقلبه الطيب لن يتحمل.. ولكن حقده الاسود عليهم
لن ينزف مع دمائه التي نزفت
وسارعت للمشفى... لأراه مكبلاًَ
هذه المرة ليس بقيوده ولكن بالادوية والمحاليل المغذية
لم يتكلم
لم أسمع صوته الخشن الجهوري
رأيت الشرائط في كل مكان في جسده
ليتني مكانك.. فأنا لا شيء.. وأنت كل شيء
فيك تختفي انانيتي.. وبرجولتك تختفي شخصيتي..
فتّح عينيه الطاهرتين..
وانطلقت من تحت انبوبة الاكسجين ابتسامته
وقال..
لا تغضبي لم أمت بعد ( عمر الشقي بقي )...
وابتسامتي علت في ارجاء الغرفة..
فها هو قد عاد من بين الأموات يضمنا بصدره الطيب
الواسع..
ليت كل الرجال مثل هذا الرجل
وليت الكل يحمل الوطن في صدره مثلما يفعل هذا الرجل!!
ساعود لأكمل اوراقها..
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة العاشرة
لم أعرف ماذا يفعل ليلاً
وحين كنت اساله بعد عودته فجرا
أين كنت؟
يجيبني بكل بساطة ( استعينوا بالصبر )
فأصبر وأحتسب
وأعود لعمق تفكيري
كان دائم الوصايا
للترحال والجنة والحور العين
يستفز مشاعري الأنثوية
بغيرة وشوق ولهفة
يقول لي.. إن الحور العين جميلات
فتراني اشعر بالغيرة
ويقول لي بعدها.. الواحدة ان نظرت اضاءت الارض
وأنا جمالي متواضع
فيضمني ويقول
ولكن سيدة القلب ستكون اجمل منهن حالا
فابتسم
فيقول ( ها أنت اضئت حياتي )
وحين يلاعب وليدنا
يبعثر اوراق السعادة فوقنا
يتبادلان الكرة
ويكسران المزهرية
بقت المزهرية المكسورة
واختفى بريق ابتسامته
ساعود
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الحادية عشرة
تاريخ حفر في ذاكرتي لن انساه
يوما انتهت فيه الحياه
بدأت الورود بالذبول
وفي المساء انتهى مجرى المياه
قال لي: " هل اعجبتك العربة الجميلة ؟ "
هتفت وقلبي تكاد دقاته تتوقف
" لا "
فانا اشعر انها شؤم
" كلا يا حبيبة، أنتي فقط خائفة لانك تحبينني . "
تركته يركن في زاويته التي يحب
" أين الاولاد ؟ "
" ذهبوا لبيت الجدة، تعرف انهم يحبونها "
ساغادر المنزل اليوم، جهزي لي حقيبتي
فانا اشعر بأن الخطر قريب جدا مني..
سيغتالونني بأي لحظة
وحينها تأكدت اني لن ارى هذا الوجه الرؤوف مرة اخرى
قلت له وقد اعددت الحقيبة..
" هل تريد أن نشرب كأسا اخيرة من القهوة التي تحب؟ "
" نعم وها هي الشوكولا التي تحبينها مع القهوة. "
ايها البشر.. اني اعشق هذا الرجل بكل جنوني
اخذتها
وركنتها جانباً فلا اريد شوكولا الآن اريد فقط أن يبقى
زوجي لجواري
ذهبت وصنعت القهوة له..
ورن هاتفه الخلوي.. قال لي " يجب أن أغادر الآن. "
" لن تغادر حتى تتناول قهوتك، ارجوك ، هذا رجائي
الأخير."
" حسناً فليذهب الجميع للجحيم أما انتِ فلا.."
ارتشف قهوته بسرعة
ونظر الي مليا
ومسح بيديه الدمعات الحارة التي تساقطت على وجنتي
ثم غادر...
وسمعت صوت الانفجار
ساتابع
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الثانية عشرة
سمعت صوت الانفجار
اول ما فعلته ان اتصلت على هاتفه الخلوي
انه يرن
لا احد يجيب
يرن
لا احد يجيب
ماذا افعل
انه يتصل
الهاتف مغلق
يا الهي حدث شيء.. بالتأكيد حدث شيء
ماذا افعل؟؟؟
نعم افتح المذياع،، فهذه الاذاعة صادقة
ايها الاخوة جاءنا الآن الخبر العاجل التالي:
قامت قوات الاحتلال الصهيونية الغادرة بقصف سيارة مدنية
في اوائل مخيم .... وشهود العيان يؤكدون وقوع شهداء..
يا الهي.. يا ستير يا رب..
رن هاتفي الخلوي
هل انت السيدة حرم...؟؟
نعم انا هي...
لقد أصيب البطل في قدمه لا تقلقي
لا.. لا .. لا تقل!!!
فتحت المذياع مرة اخرى
شهيدان على الاقل
عرفت شخصية الشهيد الاول
ولكن يجب أن نتأكد من أحد افراد عائلته
او من المصادر الطبية
رن الجرس
فتحت الباب
الاولاد يبكون
امي تحتضنني
اكل هذا لانه اصيب بقدمه
لا لا لا
قالت لي " لقد طلب الشهادة فنالها "
ساتابع
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الثالثة عشرة
ايحق لي ان اصمت بعد ان رحل
ايحق لي ان اصرخ
ايحق لي ان ابكي
ماذا افعل؟
هل التحق به
يجب ان التحق به
جاءوا بالعريس للمنزل
ليزفوه للحور العين
ذبحتني الغيرة
فهو لي وحدي
وها هو يرحل اليهم
حملوني لاودعه
القيت بوجهي الباكي
وتساقطت دمعاتي حارة
ولاصقت دمعاتي حروقات وجهه
كل شيء احترق
الا لحيته التي احببتها
وابتسامته الخلابة
لم استطع ان اراه هكذا
هي ثوان او اقل قليلا
رفعوني عنه
لا اتركوني
اعيدوني
هذا هو حبيبي يغادر الدنيا
اتركوني مرة اخرى
امسكت بيده وقبلتها الف قبلة
لا تاخذوه من امامي
هو لا يتكلم
هو لا يتحدث
لكنه موجود امام عيني
اتركوني
اتركوني
ولكني لم اعرف لم غاب عني في العتمة
ساعود لاروي لكم اوجاعي
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الرابعه عشرة
اخذوه
وكفنوه
بالاخضر
والاسود
الاحمر
والابيض
ولم ار سوى صفاء قلبِ الطفل
رحلوا.. وهم يكبرون ويهللون
تحيات للشهيد الذي يسكن الجنة
القيت براسي في حضن والدتي
ولم ادرِ بالدنيا من حولي
مرت الايام كسابقتها
وطعم المرار في الطعام
تسألني الصغيرة ( ماما اين ابي؟ )
فلا اجد سوى دمعة حارة تسقط على خدي
واحتضن وليدتي
اه لو تدركين معنى انك الان يتيمة
واني ارملة
لكن ( بابا رحل للجنة )
تجيبني بسؤال اصعب ( هل سياخذنا معه؟ )
فلا اجد سوى ( ان شاء الله ) خير اجابة
واحلم به ليال طوال، كعاشقة طال انتظار موعد عودة
حبيبها
يا الله! الهمني بعضا من الصبر
يا الله
هؤلاء الشهداء احباؤك
ونحن ابناء احباؤك
وبقيت وحدي ركينة منزلي
وحين اتى العيد؟؟؟
ساتابع
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
الورقة الخامسة عشرة ولاخيرة
وحين اتى العيد
كانت لوعتي
وليلة حرقتي
ذبحت مهجتي
وادمعت عيني
وصاحت مشاعري
يا الله اخذت عزيزا
فهنيئا للعزيز ما يعيش فيه
لبس الاولاد الجديد
وابوهم اليوم شهيد
لم يبتسم الصغار
ولم يفرح الكبار
كان كل ما كان
حومة من ريحان
تارة نبتسم لما كان
وتارة نحزن على ما كان
يوم ودعنا الشهيد
ذهبت معه الفرحة في القلب
جاءت لزيارتي والدته
قالت لي ( كل عام وانت بخير )
فالقيت برأسي على صدرها
علّ رائحتها تلامس انفي
فأشعر برجفات قلبي
فإن رائحتها من رائحته
كيف لا وهي امه
وهي التي حملته في بطنها
وربته من قوتها
تركت صدرها
ورجعت لعالمي
قدمت لها الحلوى
فأقبلت مسرعة نحو صورته
واخذت تقبلها
رد: أوراق من مذكرات أرملة شهيد !!!!!
ساستكمل المذكرات
والي هنا والله ولي بالتوفيق