عالم من طيات الحب بين الكلمات
حييت و دمت لمن تحب
عالم من طيات الحب بين الكلمات
حييت و دمت لمن تحب
دمت لمن أحببت
الورقة الخامسة
ويكبر طفلنا الجميل
ويأتي الوليد ثم الوليد
ويذهب وليدنا لأول يوم في دراسته
نصطحبه معاً
تنزل دموع الصغير لآليء على خده
لا يريد ان يفارقنا
فنبتسم لنطمئنه
ونسعد لسعادته
ونتركه في يومه الأول
يجازف في عالم المدرسة
ويعود، حاملاً
ذكريات لا تمل
ويبدأ في احتضان كراسته
يرسم عصفورا وعصفورة
يغردان فوق مأذنة باكية
فيسأله الفارس
لم تبك المأذنة
يجيب الورد الصغير
لأن المسجد اسير
سيتحرر الاسير
وستغني على قبابه العصافير
يحضنه بكل رجولة
ويمسح دموعه
وسطلب منه عدم البكاء
فما عهد للرجال دموع
يستعد الصغير للنوم الهاديء
وليلة للوالد ان يكون هانيء
قبلة قبل النوم للام
وقبلة فوق الرأس للاب
ويوم الجمعة الجميل
يلبسان ثيابهما الفضفاضة
ويصطحبه للجامع
وهو للشيخ سامع
ويردد الفاتحة
ويعود مسرورا
يحضن يد والده الكبيرة
وفي الاخرى يمسك المسبحة
ساعود.. لاكمل لكم مذكرات الارملة الحزينة
الورقة السادسة
تركني ليال طويلة
باحثا بين الاراضي وأمواج الشاطيء
تركني ليحارب ببندقية وإيمان في قلبه
اعداء الله
ومع كل خبر عاجل
كنت اسمع صوت انفاسه وهي تنتهي
واحد.. اثنان.. ثلاثة
وبرغم الألم.. تعتريني الفرحة
لانه ليس بين من ستستقبلهم السماء
وتوالت الايام
وجاء يوم لن انساه
سمعت صوتاً يحشرج داخلي
حدث شيء للعزيز
لقد اعتقلوه
اخذوه
كبلوا حريته
يا الهي
هو يفضل الموت على الاسوار
يا الهي لقد مات داخله الان الضياء
سيعذبوه
يضربوه
سيكبلوه
ماذا هو فاعل الان
لم انم ليال طويلة
اتخيله.. مقيد على كرسي الاعتراف
اتخيل عيناه معصوبتان
ويداه مقيدتان
هو عصفور حر طليق
يحب الحرية.. فلا تحرموه الحرية
وطرقت استمع للقاضي ينطق بالحكم
عشر سنوات
خلف القضبان
صرخ بأعلى صوته
اقتلوني
لكن لا تحبسوني من الطيران
لا تمنعوني من التحليق في السماء
ولكن.. عشر سنوات
وراء الابواب الموصدة والاسلاك الشائكة
سعود.. كي اكمل الاوراق
الورقة السابعة
وتمر الأيام بطيئة وتطول الليالي
في غياب فارسي الذي يقبع خلف القضبان
لم تخلق القضبان لفارس
بل خلقت لمجرم
هذا هو العالم اليوم
حيث العدل ظلماً والظلم بات حقاً..
تحدثت في غيابه مع النجوم
وطلبت من نجمتي الحزينة
أن تبلغه كل رسائل الشوق
وسألته في رسائلي
عن شوقه لي
فكان يبلغني
أن شوقه للطيران أكثر من شوقه لحضن امرأة
رغم أن الكلمة تجرحني كامرأة
كانت تشفيني كوطن ومرفأ لسفنه الحائرة
تمنيت أن يرى اطفالنا يكبرون امام عينيه
ولكنه رحل
وترك المسئولية خلفه
كان يوصيني من بين جدران خيمته
" علمي اولادنا القرآن وحمل السلاح "
لم ادرِ ما افعل سوى أن ادعو الله
أن يحقق أمنيته بالحرية
سأعود...
الورقة الثامنة
ورأت أخيرا عيناه شمس الحرية
وسجد شكرا لله عليها
ولامست جباهه الطاهرة تراباً كثيرا ما زرعه
واستعدينا مرة أخرى
لنستنشق هواءً حرمنا نعيمه
ونتمشى على شاطيء بحر غزة
ونبحر.. في خيالنا واحلامنا
كوردتين تعبتا جفاف الماء
وأخيراً هطل الغيث على تويجاتهما..
وحين داست القدم النجسة
أرض الاسراء و المعراج
تأججت النيران في الصدور
واختنقت الصرخات في الحناجر..
وهزم الكبرياء صمتنا وقلة حيلتنا
فصلى.. وخرج
سأعود لاحقاً... لأكمل وجع الأرملة
الورقة التاسعة
وحين وصل مفترق الموت والأموات
امسك بحجره
ثم خنجره
ثم بندقيته بندقية الاحرار
وبدأ بإطلاق رصاصاته على صدور ورؤوس المغتصبين
وفاجأه مجرم صهيوني
فأطلق رصاصة اخترقت صدره
وقلبه الطيب لن يتحمل.. ولكن حقده الاسود عليهم
لن ينزف مع دمائه التي نزفت
وسارعت للمشفى... لأراه مكبلاًَ
هذه المرة ليس بقيوده ولكن بالادوية والمحاليل المغذية
لم يتكلم
لم أسمع صوته الخشن الجهوري
رأيت الشرائط في كل مكان في جسده
ليتني مكانك.. فأنا لا شيء.. وأنت كل شيء
فيك تختفي انانيتي.. وبرجولتك تختفي شخصيتي..
فتّح عينيه الطاهرتين..
وانطلقت من تحت انبوبة الاكسجين ابتسامته
وقال..
لا تغضبي لم أمت بعد ( عمر الشقي بقي )...
وابتسامتي علت في ارجاء الغرفة..
فها هو قد عاد من بين الأموات يضمنا بصدره الطيب
الواسع..
ليت كل الرجال مثل هذا الرجل
وليت الكل يحمل الوطن في صدره مثلما يفعل هذا الرجل!!
ساعود لأكمل اوراقها..
الورقة العاشرة
لم أعرف ماذا يفعل ليلاً
وحين كنت اساله بعد عودته فجرا
أين كنت؟
يجيبني بكل بساطة ( استعينوا بالصبر )
فأصبر وأحتسب
وأعود لعمق تفكيري
كان دائم الوصايا
للترحال والجنة والحور العين
يستفز مشاعري الأنثوية
بغيرة وشوق ولهفة
يقول لي.. إن الحور العين جميلات
فتراني اشعر بالغيرة
ويقول لي بعدها.. الواحدة ان نظرت اضاءت الارض
وأنا جمالي متواضع
فيضمني ويقول
ولكن سيدة القلب ستكون اجمل منهن حالا
فابتسم
فيقول ( ها أنت اضئت حياتي )
وحين يلاعب وليدنا
يبعثر اوراق السعادة فوقنا
يتبادلان الكرة
ويكسران المزهرية
بقت المزهرية المكسورة
واختفى بريق ابتسامته
ساعود