حملة لا للمنقول : ضياع الهويّة الجازانية .. بين شوعي وشوعية
لكل جغرافيا معينة , عادات وتقاليد وموروث وهوية وثقافة, تميز ساكنيها عن البقية من الشعوب
وكلما ضاق النطاق الجغرافي كلما تخصصت هذه الثقافة وأصبحت حصراً على هذه الفئة أو تلك .
وفي بلادنا الطويلة والعريضة الأشبه بالقارة , توجد ثقافة واحدة عامة ؛ لكن في كل بقعة منها
يوجد ما هو خاص بأهلها ويتميزون به عن بقية السكان . فثقافة الشمال تختلف كلياً عن ما هي في الجنوب .. وكذلك في المحور الآخر . وعند التقسيم إلى نطاق أضيق داخل الجهة الواحدة كالجنوب مثلاً , نجد أن نجران تختلف عن عسير , وعسير عن الباحة , والباحة عن جازان .
وفي الوقت الذي فيه تنادي النخب الفكرية والمؤسسات الثقافية في كل دول العالم , بالحفاظ على هويتها, وتصرف الغالي والرخيص في سبيل غرس روح المواطنة والانتماء للأرض , والتعرّف على ماضي الآباء والأجداد . والغوص في كل ما هو موروث عن قديمهم ؛ نجدنا نحن في بلاد المخلاف السليماني أو ما اصطلح على تسميته بمنطقة جازان ننسلخ عن هويتنا , ونهملها .. بل نتبرأ منها !
ونجدنا قد ذبنا في ثقافات المناطق الأخرى بكل وقاحة .
فهل ذابت جازان بين تيارين متعاكسين يصطدمان فيها ؟ تيار من اليمن .. وآخر من نجد مثلاً .
هل هناك تمازج للثقافة اليمنية والجازانية والنجدية وربما حتى الحجازية . هل هذا حاصل فعلاً ؟
وإن كان حاصلاً فهل نحن السبب أن أدخل بعض المشائخ المطهرين لدينا أرقام تبدأ من 6000 وغيرها من الأمواج البشرية من دولة اليمن ؟ هل نحن السبب أن سمحنا لأبنائنا بالتوغّل شمالاً دون تحصينهم من الذوبان هناك , وعدم تثقيفهم وتعليمهم الموروث الجازاني وغرس هويتها فيهم ؟
لماذا كثير منّا يغيّر لسانه من أول ما يركب الطائرة ؟! لماذا كثير منّا طلّق بالثلاث , المصنف والوزرة والشميز ؟! بل الأقبح لماذا هناك من يتبرأ من اسم جازان وينكر فضلها عليه ؟ كبعض الأصوات الناعقة من فيفا مثلاً ؟
أي ذنب اقترفته جازان وأي خطيئة ارتكبته , حتى نفعل كل ذلك بها ؟
الأدهى والأمرّ , بأن مؤسساتنا الحكومية في المنطقة , هي من يساهم أيضاً في قتل جازان الهويّة ,
أقول هذا لأني سمعت بأن شوعي وشوعية دخلت موسوعة الأسماء المحرمة لدى الأحوال المدنية !
شوعي وشوعية حسبما أعرف تعني قصير وقصيرة .
فما السبب في تجرؤنا عليها بكل هذه البساطة ؟
لماذا منعناها بينما هناك أمثالها في بقية مناطق البلاد , بل أدهى وأمرّ .
فلتبقى شوعي وشوعية .. فهذا منتهى الأماني !