(فِيْ قَلْبِ شَارِعٍ خَالٍ إِلاَّ مِنْ صِدْقِ خَفْقِهِمَا)


تَبَدَّلَتْ مَدِيْنَةُ جِدَّة, هَكَذَا بِكُلِّ سُهُوْلَةٍ، قَاَلَهَاَ لِصَدِيْقٍ كَانَ بِمَعِيَّتِهِ، فِيْ حِيْنِ لَمْ يَرَ صَدِيْقَهُ تَبَدُّلاً طَرَأْ!
أَلَمْ تَكُنْ جِدَّةَ خَاَوِيَةً مِنْهَا؟؟
مِمَّنْ؟
أَنْتَ تَجْهَلُ مَا يَدُوْرُ حَوْلَكَ هَذَا إِنْ كُنْتَ تَعْرِفْ عَمَلِيَّة إِخْتِلاَفُ اَلْنَّاسِ وَالأَوْجُه الَنَّدِيَّة أَنَّى تَجِيْءُ اَلْمُدُنَ مُحَمَّلَةً بِأَرِيْجِ اَلْحُبِّ اَلْمُعَبَّأَةُ أَرْوَاحُهُمْ بِضَوْعِهِ اَلَّذِي لاَ يَفْتَأُ أَنْ يَفُوْحَ عَنْ أَرِيْحِيَّةٍ مُحَلِّقَاً بِنَا نَحْنُ اَلضَّارِبِيْنَ فِيْ جَلاَفَةِ طَقْسِ اَلْمَدِيْنَةِ وَقَسْوَةُ اَلتَّعَامُلِ فَيْمَا بَيْنَنَا كَمَا لَوْ كُنَّا نَعَيْشُ فِيْ زَمَنٍ عَسِيْرٌ عَلَيْنَا فِهْمَ إِنْسَانِيَّتَنَا.
يَا أَخَيْ أَمَا أَخْبَرْتُكَ مُسْبَقَاً أَنَّهَا "هِيَ هِيَ" هُنَا؟!
-رُبَّمَا نَسِيْتُ..
."قَطَعَ سَيْرَ إِجَابَتِهِ"...أَشْعَلَ سِيْجَارَةً، وَبِحِدَّةِ صَوْتٍ وََشَّاهَا اَلْوَقَارَ
صَبَّ عَلَى مَسْمَعِهِ كَلاَمَهُ:

صَدِّقْنِيْ، نَحْنُ أُنَاسٌ مُتَحَجِّرِيْنَ، قُسَاةٌ حِيَالَ أَنْفُسِنَا جَارِّيْنَ قَسْوَتَنَا لِلآخَرِيْنَ وَبِدَوْرِهِمْ يُلْقُوْنَ بِقَسَاوَتِهِمِ إِزَاءَنَا، قَسْوَةٌ مُتَبَادَلَةٌ جَرَتْ بَيْنَنَا إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اَللهُ بِهِمِ وَهُمْ نَدْرَةٌ فِيْ زَمَنٍ تَأَزَّمَتْ إِبَّانُهُ غَالِبِيَّةِ سُبُلَ اَلتَّعَايِشُ بَيْنَ اَلنَّاسِ وَمُمَارَسَةُ اَلْحَيَاةِ بِسَلاَمٍ دُوْنَ مُنَغِّصَاتٍ لَيْسَ ثَمَّةَ دَاعٍ يَدْفَعُنَا لِلْغَوْصِ بِعُمْقِ وَسَائِلِهِا اَلسَّيِّئَةِ اَلْمُعَقِّدَة لِسَيْرِ اَلْحَيَاةِ مُعَرْقِلِيْنَ بِتَصَرُّفَاتِنَا اَلْبِدَائِيَّةِ هَذَه وَاَلْمُتَوَارَثَة كُلَّ مَا مِنْ شَأْنِهِ نَقْلَنَا إِلَى حَيْثُ مَوْقِعٍ يُفْتَرَضُ أَنَّنَا فِيْ زَمَنٍ وَصَلْنَاهُ بَلْ وَتَخَطَّيْنَا خِلَاَلَهُ غَيْرَنَا مِنْ اَلدُّوْلِ اَلْمُتَرَامِيَةِ بِأَرْضَ اَلله. إِنَّنَا نَتَشَدَّقُ بِمُصْطَلَحَاتٍ لَاَ نَمْلِكُ مِنْهَا سِوَى اَلزَّجَ بِهَا كَيْفَ شِئْنَا وَبِأَيِّ مَقَامٍ وإنْ لَمْ يَكُنْ مُلاَئِمَاً وَمُطَابِقَاً لِمَا اِمْتَلَأَ بِهِ اَلْمَقَاَلَ، بِصَدْقٍ وَبِنِيَةٍ صَافِيَةٍ، ولَمْ يَخْتَلِطْ بِغَرَضٍ مَا يُبْتَغَى نَيْلِ أَمْرٍ شَخْصِيٍّ مِنْ وَرَاءِ تَحْقِيْقِهِ أَيَّاً كَانَتْ اَلنَّتِيْجَة وَطَّرِيْقَة وَقَبْلَهُمَا اَلأَسْبَابُ اَلنَّابِتْ مِنْ أَرْضِهَا.
يَاَ أَخِيْ- أَنا أُخْبِرُكَ أَنَّكَ تَكْتَشِفْ عِنْدَ سَكْبِ بَصَرَكَ عَبْرَ "ثُقْبٍ مَا ضَئِيْلُ اَلْمِسَاحَةِ". يُمَكِّنُكَ مِنْ رُؤْيَةِ مَكَامِنٍ جَدِيْدَةٌ صُوَرُهَا خَبَّأَهَا اَلْقَدَرَ عَنْ مَرْأَى عَيْنَيْكَ فِيْمَا سَلَفَ مِنْ حَيَاتِكَ. "فَإنَّكَ بِفِعْلَكَ ذَا تَسْتَخْدِمْ طَاقَتَكَ اَلدَّاخِلِيَّة "الْغَيْبِيَّةِ" سَمِّيَتْ بِاللاَّوَعْيَ وَتَرْجِعُ اَلتَّسْمِيَةَ لِلْعَقْلِ اَلْبَاطِنِيّ. أَنْتَ لَسْتَ مُجْبَرَاً لِأَنْ تَخُوْضَ فِيْ جَدَلِ اَلمُسَمَّى وَلَسْتَ مُرْغَمَاً عَلَى اَلْبَتِّ فِيْ فَرْزِ قَوَامِيْسِ اَلْفَلْسَفِةِ وَاَلنَّظَرِيَّاتِ بِاخْتِلاَفِ مَا عَنَتْ وَمُجَلَّدَاتِ اَلْكُتُبَ بمَاحَوَتْ. أَنْتَ لَسْتَ سِوَى إِنْسِيٍّ لَنْ تَقْدرَ أَنْ تَخْلِقَ "دودةً".. أَنْتَ عِلْمُكَ جهْلٌ عمَّا لَسْتَ تَعلَم.ْ إنْسِيٌ لَمْ تَزَلْ غَيْرَ عَارِف اَلْفَرْقَ بِيْنَ أُوْلِي اَلْأَلْبَابَ.. أَعْنِي لُبُّ اَلْعَقْلِ أَمْ لُبُّ اَلقَلْبِ فِيْ آيَةٍ قُرْآَنِيَّةٍ وَأُخْرَى.. أَ هُنَاكَ لُبٌّ لاَ وَاعٍ وَثَانٍ وَاعٍ؟ ثُمَّ أَيَّهُمَا اَلْمَعْنِيُّ فِيْ الآيَاتِ.. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ أَنَّ أَحَدُهُمْ حَذَّرِنِي مِنْ مُحَاوَلَةِ "اَلتَّفَكُّرِ فِي خَلْقِ الله" لِأَنَّ ذَلِكَ يَحَتَّم اَلْوُلُوْجَ إِلَى جَدَلِيَّةِ "التَّفَكُّر" وَ"التَّفْكِيْر" مَمَّ قَدْ يُفْضِيَ بِي نِهَايَةً لِمَا لاَ يُفَسَّرُ إِلاَّ أََّنَّهُ "ضَلالةٌ" وَالنَّارَ هِيَ اَلْمَصِيْر؟؟
عجبي، كَأَنِّي لَسْتُ مُسْلِماًٍ أُؤْمِنُ بِاللهِ.حَتَّى ، قَسَماً، خُيِّلَ لِي فِيْ مُحَاوَرَةٍ، أنَا وَهُوَ، أَنَّ ذَاتَ اَلرَّجُل مَحَّصَنِّي مِنْ أَعْلاَيَ حَتَّى أَخْمصِي بِأمْرٍ سَمَويٍّ!..، ولاَ أُخْفِيْكَ. إنَّهُ بِإِصْرَارِهِ عَلَى مُمَارَسَةِ َجَهْلِهِ، اَلْخَطِيْرَ قَبْلَ أَنْ يَكُوْنَ مُخْزِيَاً، ضِدِّيَ وَتَعَمُّدُهَ اَلتَّشْكِيْك فِيْ خِصْبِ أَخْلاقي وَنَفْيِه وُجُوْدَ مَا يَدِلُّ عَلَى عَافِيَةِ نِيَتي وعقيدتي مِنْ شَوَائِبِ التَّأَدْلُجْ البتَّة، لاَ يَحدوْ عَنْ قَتْلِهِ شَمْعَةَ اَلكَلاَمَ، كَأَقَلِّ مَا يُقَالْ، بَيْنَنَا وَلاَ يُحْيِي بِنَفْسَيْنَا عَدَى سَعِيْر الجَحِيْمِ!
اَلْمُهِمّْ.. أَعْلَمُ جَيِّدَاً خَوْفُكَ مِنْ أَنْ تُحَوَّل إِلَى زُجَاجَةِ مَشْرُوْبٍٍ غَازِيٍّ مُتَضَجِّرَةُ اَلْمِزَاجَ عَلَى أَهَبَةِ اَلإنْفِجَار فِيْ أيَّة ثَانِيَة.. لِذَا ِأُكْمِلُ لَكَ مَا بَدَأتُ...سَتَكْتَشِفْ آنَئِذٍ أَنَّ بَصَرَكَ اَلْوَاصِلْ إِلَى تِلْكُمُ اَلْأَمْكِنَةِ قَدْ إِرْتُحِلَ بِهِ فَوْقَ مَرْكِبِ اَلْفُضُوْلِ اَلْمُؤَثَّثُ بِحُبِّ اَلْمَعْرِفَةِ اَلطَّافِِيَةِ فَوْقَ مَوْجِ اَلْدَّهْشَةِ وَرِيْحِ اَلإثَارة اَلْمَصْحُوْبَة بِرَذَاذِ اَلْخَوْفِ. وَبِمُجَرَّدِ أَنْ يَثِبْ بَصَرَكَ هُنَاكَ.سَتَكْتَشِفْ آنَ تَمَعُّنِكَ اَلْمُكْتَرِثْ فِيْ اَلتَّفَاصِيْلِ، صَغِيْرِهَا وَضَخْمِهَا، إِنْ اَلْمَاكِثَة بِهَا أَوْ الْحَافَّة إِيَّاهَا، وَعِنْدَ تَفَحُّصِكَ لِمَاهِيَّاتِ اَلْأَشْيَاءِ، مُؤَهَّلاً بِمَخْزُوْنٍ عِلْمِيٍّ، مَهْمَا يَكُنْ مُتَوَاضِعَاً أوْ قَافِلَةٌ مِنْهُ، يُمَهِّد دَرْبَكَ لأَنْ...
أَسْتَأْذِنُكَ..، فَإِنِّي أَسْمَعُ نِدَاءَ أُمِّيَ وَعَلَيَّ اَلَذَّهَابَ إِلَيْهَا فِيْ اَلْحَالِ
ثُمَّ مُهَرْوِلاً وَجْهُهُ لِلْخَلْفِ مُوَجَّه
صَدَحَ:
لاَ تَنْسَ قَدَّاحَتَك...!!