النقطة الثانية
هم من حيث لا يشعرون
نقطة تحول خاصة
لم أكن بذاك الإنسان الحالم في بداية حياتي العمرية
كنت أفكر في أشياء عادية
النجاح في الدراسة
الحصول على مبلغ 10 ريالات
اللعب بإستمرار
ربما كانت تلك بعضآ من أفكاري قبل الإنتهاء من المرحلة المتوسطة لكن منذ أن وضعت قدماي في مدرستي الثانوية بدأت الأفكار تنهال والأحلام تكبر
أحسست بإن المكان الذي أنا فيه لا يمكن أن يحتويني
إعتززت حينها بأني حفيد الشيخ عمر جردي مدخلي والشيخ محسن محمد حملي
رأيت أن هذين الإسمين هما قدوتي في حياتي الجديدة
وبدأت أفكر
(طبعآ بدأت أفكاري تكبر قليلآ بسبب بساطتي وربما هي مضحكة نوعآ ما)
السفر بمفردي خارج إطار المنطقة
ولإول مرة أحببت الكتب الدراسية
لكن ذاك الإنسان وجدته في داخلي
أحببته وأحببت أن أتقمص شخصيته
رأيته شخصآ مهمآ وذو شخصية قوية وأردت أن أكون جزءه الآخر
ذاك هو أخي الأكبر
كان بمثابة التحول الأول في شخصيتي
بعدها نظرت إلى الأمام فوجدت إنسانآ آخر
الإحساس الداخلي حينها صعب ولا يمكن وصفه
فقد وجدت الغالي أبونزار
وجدته مربيآ ومرشدآ ومعلمآ
رأيت فيه الأب الحاني
وأحسست به من حيث لا يشعر
كنت ألاحظ خطواته بدون أن أشعره بذلك
وكنت أتلمس نظراته الحرة الأبية لكي أسير بها
لن أنسى تلك الأيام التي رسمت فيها طريقي بالسير خلف خطواته
فقد رأيته شخصآ من طراز نادر
عشت تحت ظله وما زلت أعيش
فأنا وإلا الآن معجبآ بشخصه
هذه النقطة أعتبرها النقطة الصامتة في حياتي لإني كنت أسير بصمت
,,,