كنتِ قاب قوسين أو أدنى مـني .. فاتــنـتي
وحدكِ .. غايرتِ وعاكستِ بوصلات غرامياتي
فعشقي لكِ وُلـدَ قــبلَ أن تَزُفَّـكِ إليَّ نـــظرةٌ
وهيامي بطيوفكِ أَذنَ لــه الأثـــيرُ الجميل
بإتحافي تباعاً بنثار علومكِ وأخباركِ
فما إن يُحملُ إلىَّ شأنٌ من شـؤونك
حتى أفــزَّ مغتبطاً منتشياً مسروراً
وأسائل ذاتي لـِمَ يـُقـِلـنُّـِي الفضولُ على بـِساطه
إلى أجـواء َ أنــوثـتكِ؟.
ما عهدتُـني أكترثُ بما لا يـُـعـــنيني
َحتَىَّ شيدتْ الأنباءُ المتواتــرة ُصُـــروحَ إعْجابِي بِـكِ
وَوَجَدْتـُني أُدْمِـنُ الْنَّشْــوَةَ بأنْـبَائِـكِ الْخَاصَّةِ
وحِينَ يـُطِيلُ الــْهُدْهُـدُ غِيَابــَهُ ويـُغَـــيِّبُ عــنِّي أَخـْــبَارَكِ
أتَحَرَّقُ شَــوْقاً لِقَــادِمٍ مِنْكِ يـُـسَليِّـــنِي
لـَمْ أفِقْ مِنْ سَكْرةِ فُضُــولِ الْبَحْث ِفي خُصُوصِــياتِكِ
إلاَّ عــَلَى قَــرْعِ طُـــبُولِ اهْتِمَامِي بـِعالَـمَكِ الأنــِـيقِ
وَضَعُفْتُ عَنْ مُقاومَــةِ جَاذِبِيــَّـة طُوفانُكِ
الذي ضَرَبـَنـِي بـِعــنـْفٍ واقْــتـَـلـَعـــنـِي مِنْ جـُــذُور
نَـرْجَسِـــيــتَِي وتـَقَــــوْقُعِي حـَـوْلَ ذاتـــِـي
لِـأَجِدَ أمـْــواجَ الإِعْجاب َ بِأنـُــوثـَـتِكِ تـَـتَقاذَفـُــنِي
ومَارِدَ فُــــتُونِكِ قَسْـــراً يـَتـَــلَبَّـسُـــنِي
وتَقَــــزَّمَتْ اهْتِمامَاتِي بِما سـِـــواكِ
وتَعاظَمَتْ اهْــتِمامَاتِي بِـكِ لا سِــواكِ
فَأَدْرَكْــت ُبِأَنَّ حُـــبَّكِ لا مَحالـةَ سَاكِنـِي
وَصَارَ تَفْكِيري لـِوُلـُـوج عَالـَـمَكِ شَاغِلِي
فــَتَذَرَّعْتُ بِمَــنَ كَانَتْ لـَـهُ حِـــيلةَ ٌ فَلْيَحْـــتَل
ولا يـُـعْدُمُ الْـــمَرْءُ مِــنْ حِـــــيلَة
فَاحْــتَلـْتُ مُضْطَراً وَمَا كَانَتْ لِي بِخُــلُقٍ أَوْ طَبْــعٍ
وَأَتَانِي قُــوْلُ الشاعِر الـْعَــرَبِي ِّمُدَوِّياً
وَكَأَنِّي لَمْ أَحْـــفَظْ قَـــبْلاً لَــهُ بَــــيْتاً
إِذَا لـَـمْ تـَكُــنْ إِلَّا اْلأَسِـــنَة مَرْكِبٌ
فَمَا حُـــيِلَة الْمُضْـــطَرِّ إِلَّا رُكُـــوبُهَا
رَكِبـْـتُ مَـــوْجَةَ عِشْــقكِ
ونـــّـقَّبـْـت ُ فيِ بــَـوَاطِنَ اهْـــتِمَامَاتِكِ
عَـلَّ قَاسِـماً بِـكِ يَجْـمَعُـنِي وَخَـيْطاً رَفِيــعاً بِك يــُرْتـِقُــنِي
فَكَانـَـتْ بــَـوَّابـَـةُ الْأَدَبِ
وَعِشْـقُكِ لـِـشِعْــرِهِ وَإدْمَــانـُكِ عَلىَ رَشْـفِ نـَثــْرِهِ
أَوْسَـــعَ أَبـْــــوَابِيْ إِلىَ مَدائــِـنكِ الْحَــالِمَـــةِ
فـَــــــقَرَأْتـُكِ في كِتَابَاتـــكِ الْأَدَبـِـــيَّةِ بــِـعُـمْـقٍ
وســـبَرْتُ أَغْوَارَكِ وَقَــرَأْتُ مَا هُـوَ كَائـِنٌ خَــلْفَ سُــطُورِكِ
لِأَكْــتَشِــفَ بَأَنَّ الْفَـــقْدَ والْحِـــرْمَانَ
قـــاسـِـمٌ آخَـــرٌ يـُـوَحِّـدُ رُوحَـــــيْناَ
وجـُرُوحاً غائـرَةً ارْتَسَـمَتْ نـُـتُوءَاتـُها عَلىَ جَـــسَـدَيْنا
جَـــعَلـَتْنِي وَإِيـَّـاكِ أَكْـــثَرَ قُـرْباً مِــنْ بـَعْضِــــنَا
مَخَــرَ صـامِتاً فـــلْكُ الْحُــبِّ في مُحِــيطَاتِ آمَــالنا
بِالـْقَادِمِ مِـــنْ الْأَيــَّــامِ
تَحْرِسِــيـِـنـَـهُ بـِـــعُـــيُونٍ حَالـِـمَــةٍ
وَأُدِيـــرُ دَفـَّــتَهُ بـِـــحَـذَرٍ مخَاَفـَةَ الْعَــطَبِ وَالْــغَرَقِ
فَمَضـَـــيْنَا بِانـْتِشـَـــاءٍ
تحـــياتي
احمد عبده ضعافي