السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحيّيك أخي جداوي لانتقائك هذا الموضوع القيّم ...
حال مساجدنا اليوم لا يسرّ و إن كنا نرى حشود المصلّين تكثر يوم الجمعة و في رمضان حصرا
لكن الباطن خاوٍ على عروشه ... فلا حضور لخشوع و لا فقه لما يقال و ما ينصح به إلا من
رحم ربي
أتذكّر كلمة قالها أحد الدعاة يوما : " حين تعملقت المساجد في زخرفتها و عمرانها تقازمت
الطاعات في النفوس " ، فنجد اليوم من الاهتمام بجمالية بناء الجوامع ما يبهر الناظر
و من الفخامة ما لا يقارن به قصر من القصور في حين أنّ دور الدعوة و التربية الذي كان
يلعبه المسجد قديما يتراجع يوما بعد آخر .. ليس معنى كلامي أن لا نهتم بمساجدنا
و الرقيّ بها لكن علينا أن ننتبه لصحوة المعمّرين لها ..
اليوم الخطب التي يؤدّيها الأئمة موجّهة سياسيا و هذا ما يغلب في الجزائر مع الأسف فهو
نموذج واقعي أستشهد به ، فالإمام مكلّف بعدم الخوض في قضايا و إلا سيحاسب إن هو
زلّ ..
في رمضان الماضي كمثال تفاجأنا بأنّ وزارة الشؤون الدينية حددت عدد الأجزاء من القرآن
في صلاة التراويح .. فأين نحن من قيمة بيوت الله و مصداقية الروحانية ؟؟
بعيدا عن هذا لنعد إلينا نحن جنس حواء ... فحالنا مع المساجد لا يسرّ إذ أضحت بيوت الله
و مع الأسف الشديد كملتقى لبعضهن ليتحدثن في سيرة فلان و علان و ليتبادلن أطراف
الحديث .. فلا تسمع إلا وشوشات هنا و هناكو الأدهى من ذلك أن أضحى الخروج
للمسجد حجة لبعضهن لمجرّد الخروج .. لا حول ولا قوّة إلا بالله ، فقد تراجعت بوادر
الإيمان في النفوس .
مساجدنا يا سيّدي حين أضحى القائمون عليها لا يبالون يتثقيف الأفراد و توجيههم الصحيح
أضحى حالها متدهورا .. فلا تجد من المهتمّين مثلا بخطبة الإمام إلا القلّة القليلة و هذا الأخير
يفتقر للأسلوب الخطابي المثير و المواضيع الهامّة التي لا بدّ أن يهتم بتحضيرها فهو
يعتلي منبرا و ليس أيّ منبر
و من المظاهر التي نلحظها أيضا أنّ بيوت الله أضحت موطنا للجدل و الخلاف بين الأفراد
فهذا ينعت الإمام بكذا و ذاك يرفض الصلاة تحت إمامة ذاك و هكذا ... و أيّ حال بعد
هذا يسرّ بالله عليك ؟؟
كان ذلك رأيي في موضوعك و إن كان ما يستدعي الحوار وارد فيما بعد سأعود
شكرا لك و دمت متألّقا