للجرح أن ينزف وللأجفان أن تغرق في شلَّالات المدامع

وللقلب أن ينصهر في لواعج الشوق والحنين ...

وللذكرى مواويلٌ على مسرح الجرح ..

أكره العاشق الذي يشكي ولايكتم ..

ألا يعلم أنَّه الحب

وأنَّ الحب رحيلٌ في عالم الصمت , واتكاءٌ على تلَّة الصبر

ورجوعٌ إلى أعماق الوجدان إن أراد البوح بما في نفسه

بهمساتٍ لايسمعها حتى هو في جوف ليلٍ دامس

حين يتيقَّن أنَّ من حوله في سباةٍ عميق

أيُّ حبٍّ هذا

لايستطيعُ المحبُّ فيه تحمل الغيابات

لو أدرك المحب ماتمناه لما سمِّي محب

حبيبتي الوحيدة

سُلِّي حسامك وافعلي مابدالك

مزقيني أحرقيني في غياهب الشوق والوجد

لاتسألي عني حتى الأطفال

لاتقرأي جواباتي قبيل الأمس

لاتسكبي دلَّة الذكرى في فناجين الحديث

مع من تحبين من الناس

همشيني

قولي مللت الحب واللقاء

وكفرت بآيات البقاء

وانثري حبي أو شمسيهِ فوق حروفٍ من رثاء

وأنا الذي سيجمع كل ماتبعثرين

لأنني أحببت

ولن أرضى لحبي ضياعاً في كوامن روحي

لأنَّ الذي ضحى بالكثير لايعبأ بالقليل


حبيبتي الوحيدة

حين ترينَ جنازتي على أكتاف الرجال

قولي ألف مرةٍ ومرة

{ يا فؤادي رحم الله الهوى }


وحاولي بعد ذاك أن تذكريني دائماً إلى آخر رمق لك في الوجود