مرحبا مرة ثانية
عدت للإدلاء برأيي بعد أن قرأت الموضوع مرة و مرتين و أكثر و دعنا نبدأ من هنا :
النقد و النصيحة .... ربّما يكونان وجهين مختلفين لكنهما غالبا يقوداننا إلى هدف واحد
يكون الغاية منه التقويم و التقييم .... و للنقد أصول كما للنصيحة أيضا ، لكن حين يكون
النقد بنّاء تكون الغاية أسمى فتُظهر لنا ما خفي علينا و لا تخلو النصيحة المعتدلة من ذلك
و مع الأسف فكما أوردت في تساؤلاتك أنّ الكثيرين يتجاوزون في النصيحة فتراهم مؤنبين
مظهرين عيوبك و مساوئك لا مقوّمين ... ليس لنا أن نتساءل لمَ يفعلون ذلك و يخلّون بأصول
التعامل فالأمر بيّن حسب رأيي لأنهم لا يدركون أدب التحاور و النصيحة فيهمّهم أن يظهروا
بمظهر العارف بالأمور أما ما بعد ذلك فطنّش ...
أما تلك الغلظة التي نلحظها في أسلوب العديدين و لنبدأ من الأسرة و الأحباب و الأصدقاء
فهؤلاء يضعون أنفسهم مقام المتصرّف و الأمين عليك فلا يلتفتون لطريقة إسدائهم
بل غايتهم في النهاية أن يوصلوا إليك خطأك أو حتى عدم معرفتك بأي قضية كانت
و لربّما تسبقهم هنا حسن النوايا و محبّتهم لا غير ... فلا نلوم على هؤلاء كثيرا
أما غيرهم ممن يخرجون عن هذه الدائرة فليس جلّهم بمبالين بمشاعر من ينصحون أو
ينتقدون ، فعندما يزلّ الواحد منا تجد الكل ضدّه و ينسون كل محاسنه و تلك طبيعة
جبل عليها البعض منا لا ننكرها ، و قد لا يجدون في الهدوء مجديا إن هم اتبعوه لاعتبارهم
ذلك ضعفا في الموقف و لا ننكر أن هذا وارد أيضا .....
لسنا ننتظر اليوم أخلاقا كأخلاق النبي الكريم عليه أفضل الصلاة و التسليم ، فهو كان صاحب
رسالة سامية أما نحن اليوم فقد أضعنا أهدافنا السامية لذلك تجدنا لا نتقن فنّ النصيحة
و حسن التعامل ، بل حلّ العنف في سلوكاتنا محلّ العطف و التسامح و اللين ذهب أدراج
الريح و استعضنا عنه بشدّة و قسوة نظنّها الفيصل في أيّ كلام أو حوار
ذاك ما كان من رأيي و أرجو أن أكون قد أوضحت و لو قليلا
شكرا لمنحنا هذه الفرصة للتحاور و النقاش أخي يحيي و دمت متألّقا![]()