أنين الفقد ..!
قـالـت عصافـيـرُ الـربـيـعِ مُـهـاجـرة
وتبـخّـر العـطـرُ المـعـتّـقُ بـالــورود
حتـى الجـداولَ قـد جفتنـي ساخِـرة
فتساقطَ العمرُ المخضّبُ بالوعــود
وبكتْ رضابُ الشوقِ تسألُ حائِـــرة
حـتّــامَ أرقُـــبُ مـــن بطـلّـتـِه يـجـود
حــتّــامَ يـهـلـكُـنـي أزيــزُ الـطــائِــرة
وتحـيـط بـالأيــامِ أســـوارُ الـصّــدود
وتشِـحُّ عـن مـأوايَ مُزنٌ ماطِــرة
والقحطُ يأكلُ من جذوعي كلّ عـود
والعشـقُ قـد نخـرَ العظـامَ السافِـرة
والوجدُ يعبثُ بالعروقِ كما الوقـود
والصبرُ يذوي في رحابي الطاهِـرة
تلك التي أوفتْ ولـم تخلـفْ عهــود
حـتّـامَ أســألُ عــن ظــروفٍ جـائِـرة
بَخِلتْ علـيّ بقطـرةٍ تسقـي الوجـود
وحَنَيْتُ رأسـي نحـو روحـي خائِـرة
سارَرْتها، لابـدّ مـن فــكّ القـيـود
فـتـأجّـجّــتْ نــارٌ بـقـلــبــي ثــائـرة
وهـوى مـن الآفـاق نجـمٌ لـن يعـود
لن يجيد حروف الفقد إلَّا وجدان
رائعةٌ أنتِ ورب الكعبة