مرحبا بك أختي الفاضلة ملكة حرفي
أستاذتي أستميحك العذر لأوضح لك إن ما يحصل في مجلس الشورى
ليس بذلك الاختلاط الذي قد يتصوره البعض هم مجموعة من المثقفين والأكاديميين
يؤدون رسالتهم ودورهم المناط بهم خدمة لدينهم ومليكهم ووطنهم .
نعود للقضية الأهم كنت اتمنى ان نناقش الامر بشكل موسع وهو كيف ننمي ثقافة
ذلك الطفل او من هو في مقتبل العمر وتوجيهه بطريقة غير مباشرة بما يحف مسيرة
حياته من أخطار فكرية وأخلاقية مستقبلا بعيدا عن حصرها في موقف محدد أو معضلة معينة .
مع تطور الزمن وتوسع المدارك الفكرية والثورة التقنية أصبح الجميع في مركب واحد تحفه المخاطر من كل صوب
وقد تخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق إن لم يجد من يقف بجانبه قلبا وفكرا ونصحا وجهدا .
شبابنا اليوم ليس هم شباب الأمس فقد تعرفوا على ثقافات عديدة وتقليدات غربية لدرجة الانسلاخ لدى البعض منهم .
أريد ان اتطرق فقط لجانبين مهمين في الأمر :
الجانب الأول ( الجانب التعليمي ) بكل صدق من اسباب تردي التعليم لدينا وعدم قدرته على تأدية الرسالة
إن المعلم لدينا اصبح معلم ( منهج ) همه فقط شرح الدرس بعيدا عن ربط درسه بواقع المجتمع واستغلال
الشرح لإيصال رسالة مهمة ونصح وتوجيه للطلاب وربطهم بواقعهم ( المرير أحيانا )
فمثلا حتى في مواد التربية الأسلامية هناك العديد من المواضيع وفي مختلف المواد تهتم بالتربية السلوكية
للطلاب والطالبات من اللباس والزينة والاختلاط وحتى السحاق ، ولكن هنا يبقى الدور المهم على ذلك المعلم وسعة فكره
وقدرته على الحوار والنقاش والنصح والتوجيه بطريقة مباشرة وغير مباشرة مما يعزز الإيجابيات في نفوس الطلاب والطالبات
ويعالج السلبيات وجوانب القصور وينمي مداركهم ويظهر لهم الصورة بشكل واضح وتلك الأخطار التي تحيط بهم من كل صوب .
لكن وبكل أسف هذا لا يحدث إلا نادرا لأن المعلم أو المعلمة يخجلون من نقاش او التوسع في طرح هذه المواضيع
فمثلا موضوع عن ( العفة ) وغض البصر حفظ الفرج وفيه احاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الكتاب تلخيص
لأهم الأرشادات وفي كتاب النشاط أنشطة خارج المنهج تطلب من المعلم أن يكلف الطلاب لطرح بحوث ودراسات
تتعلق بخطورة المواقع الإباحية وتحريم النظر لها ، ولكن اين هذا المعلم الذي يقوم بهذا الأمر او على الأقل يتطرق له .
يا سيدتي الفاضلة العيب فينا نحن كمعلمين فنحن نحتاج لنكون قدوة صالحة واسوة حسنة اولا لطلابنا
ونحتاج لتثقيف انفسنا والتطوير في طرق تدريسنا وربط المنهج بواقع المجتمع .
الجانب الثاني ( الجانب الأسري ) مشكلتنا إننا نخجل حتى أن نجلس مع ابنائنا واخواننا والنقاش معهم في هذه الأمور
وقد يراها البعض أمور شخصية تخصهم وكأننا نرضى بان نراهم يلقون بأنفسهم في التهلكة ونحن نتفرج عليهم
بكل صدق قد يكون النصح غير مجدي والشاب اصبح يعرف كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة ومصيبة
الحل من وجهة نظري في غرس الثقة في انفسهم واعتزازهم بانفسهم وحينها قد يعون ويفرقون بين الصالح والطالح
والخير والشر والنافع والضار .
اعتذر كثيرا على الأطالة في الرد .
شكرا لك ملكة حرفي