ترتعش يداه ..
وله نظرة لا ملامح لها
تحتار فيها
هل هي الحزن؟ أم اليأس؟
لا تعلم بالضبط فقط تحتار
هكذا هو ذلك الرجل المسن وقف أمامي مساء اليوم
لحيته البيضاء ملأته وقارا
كسر وقارها وهو يمد يده لي متسولا
يدعو لي
وقفنا طويلا ينظر كل منا للأخر
لا اعلم لماذا كان يتأملني
هل كان ينظر إلى ذكريات شبابه
ولا اعلم لماذا كنت أتأمله
هل كنت انظر مالذي وصل به إلى هذا الحال؟
قطع علينا رنين هاتفي النقال تفكيرنا ونظراتنا
مددت يدي إلي جيبي
أعطيته ظهري متشاغلا بمكالمتي
نسيته
ذهبت تباعدني عنه خطواتي نحو سيارتي
هممت بمغادرة المكان
بوقاره يقف بجانب نافذة سيارتي
يطرق عليها
ومازلت متشاغلا بمكالمتي
احترمني وانتظر انتهاء انشغالي
مد يده لي ليس تسولا
كان بها فئة نقدية كبيرة
تعجبت !!
فتحت نافذتي اسئله لماذا تعطيني كل هذا المبلغ
ابتسم وهو يقول ياولدي هذه لك سقطت منك عندما تناولت هاتفك من جيبك
شكرته كثيرا لأمانته
ناولته مكافأة مجزية
رفضها وسط استغرابي
ذهب وهو يدعو لي
توقفت طويلا انظر إليه
حتى اختفى
واختفت معه قصته
طفولته
وشبابه
وأحلامه
اعرف أن غدا يوم جديد
سوف تنسيني مشاعلها ذلك المتسول
ولكن سوف يظل سؤالي للأبد
لماذا ارجع لي المبلغ الكبير؟
ولماذا رفض المكافأة؟
ولماذا نظرنا لبعض طويلا؟
لماذا ماتت أحلامه؟
وما لذي جعل من جمال الحياة تسولا في نظره؟
كل منا له قصة
لا يهم
مدىجمالها
أو
مبلغ تعاستها
المهم يجب أن تعلم أنك من يكتب قصة حياته
تستطيع أن تجعلها جميلة
وتستطيع أن تجعلها تعيسة
القرار بين يديك