في المرحلة المتوسطة حضرت مدرّسة مادة الإنجليزي للفصل، وكانت قبلاً قد طالبت بتحضير الدرس ،
لم أقرأ الدرس لأني بليدة في ترجمة الكلمات، وفهم الدروس بغير اللغة العربية آنذاك.

بَدَأت في الشرح، وتوعّدَت بالويل لمن لا ترفع يدها لتجيب على أي سؤال قد يلقى علينا !!
انتابني خوف وإحراج شديدين، وحاولتُ أن أتهرب بنظراتي من أن تقع عليّ عينها ،
وانهالت تسأل، وبدا عليّ الارتباك في رفع يدي تارة، وتارةً أخرى انسحابها للأسفل من بين كثير أيادي؛
لأضع نفسي في فخ اختيارها لي، وأقف؛ حتى يصعد الدم وتعج به عروق وجهي !

اقتربَت.. وعيناي تدور في غير مسار، وخنقت بالبكاء الذي حبسته في حنجرتي الصغيرة ،
سألَتْ: مامعنى (Afraid) فأجبتُ: جوعان..؛ لأسمع الضحك يملأ أجواء الفصل، وتذرف عيني الدمع
لأن ماخفته حصل، لكنها فاجأتني بقولها صح برافو عليك صح، وأنّبَت الطالبات على ضحكهن،
وصرخت مابكن سألتُها مامعنى (Hungry) ، فأجابت ؟!!

جادلنها زميلاتي في الفصل/ فقالت لالا لم تسمعنني، أردت معنى الجوع وليس الخوف !!
لتربت على كتفي وتجلسني، وبعدها تعلّمت اللغة الإنجليزية بإتقان، ولم أنسَ الموقف وتلك المدرسة
لأنها علمتني كثير دروس في درس !

لليوم هي على وصال معي وتحرص على حضور لقاءاتي الأدبية التي تعقد في النادي الأدبي بجدة،
ومازلتُ أحبّها.