و كلّ ما يصدرُ عنكَمعذرة ياصديقي
العطلة محطة وهمية يريد كل المسافرين ألا يتزودوا إلا منها
حتى إذا وصلوها وقد نفد وقودهم وجدوها خالية من كل شيء إلا منهم ..
بداية هي ليست ملحوظات بقدر ماهي اقتراحات ورؤى لاتغير في القصيدة شيئا ..
ولاتعول كثيرا على النقد ياعلي فالنقد في وطننا العربي كبر عليه أربعا
فقد مات بين مجامل لايرى في النص إلا صاحب النص وآخر متحامل لايرى في النص إلا نفسه..
بحر المتقارب فيه انسيابية في الإيقاع وهو مناسب جدا لا ستثارة العاطفة لسرعة تفعيلاته وخفتها ومن حظ الشاعر أن يكون شعوره متناغما مع إيقاع البحر الذي يكتب القصيدة عليه..
العنوان "على شفتيها من التوت جرح" وفي داخل النص " وفي شفتيها من التوت جرح "
وبين "على " و" في " رؤى مختلفة وإن كنتُ هنا من عشاق " في" ..
واقتراحي أن تكون قصيدتك سَمِيَّة ابنتك ..
"على الليل من شعرها عتمة " صورة باهرة .. فقط اضبط عين "عتمة " بالفتح لابالضم ..
" هي الحسن والأخريات الصدى " " أنا الطائر المحكي والآخر الصدى "
مجرد الاقتراب من المتنبي يوحي بالخطر لكنك انتزعت الجمال من المتنبي وصغته لنا هنا صوتًا وصورة ..
"على راحتيها تنام النجوم " لو خففت ياعلي من تكرار " راحتيها" وجعلتها " مقلتيها " مثلا لكان مناسبا لسرقة الموعد من الثغر لقرب العيون من الفم ..
" يغمغم صوتا كلحن الحدا " أربع كلمات ياعلي شبه مترادفة تكاد كلها تؤدي معنى واحدا !!
لكنها رغم هذا أعطت صورة واضحة لتلك الغمغمة ..
" للثم الندى" مارأيك في " رشف" بدلا من " لثم" ؟
" ماينير الهدى "؟! ما رأيك في : "يبث" أو استخدم اسما بدلا من " ما والفعل " لأن الهدى نور وإنارة النور غير مفهومة ..
تهدهد وجه المساء " هدهدة الوجه لم ترُقْ لي هنا ..ما رأيك في " حلم المساء" " طيف المساء"؟ أو ماتراه مناسبا ..
"تقوس في حاجبيها السواد ** وماكان من قبلها أسودا"
فلسفة الألوان عندك تبدو كفلسفة المتنبي :
"ابعِدْ بعِدتَ بياضًا لابياضَ له ** لأنت أسودُ في عيني من الظُلَمِ"
لكنك أضفت معنى جديدا يحسب لك وهو أن لون السواد لم تكن حقيقته موجودة متيقنة حتى بدا حاجباها الأسودان ..
أهنئك على هذه الصورة الجديدة والجميلة ..
أما البيت الأخير فقد اختزلت فيه كل الجمال حين شطبت مامضى من العمر لتكون بداية العمر من ولادة "سلاف "
وهذه من أروع صورالقصيدة ..
القصيدة جميلة ياعلي جمال روحك
أنيقة الصياغة جذابة الشكل ساحرة الوزن
كلماتها مرتبة ترتيبا جميلا
لباسها قطعة فارهة من الجمال
والكلمات الهامسة مختارة بعناية فائقة
تماما كتلك الملابس الرقيقة التي تلبسها " سلاف" ..
دام عمرك بهيًّا ياعلي .
يُثري النّص و يُضيفُ إليه يا سفير الحروفِ المُعتّقة .
سلالُ أزاهير لعودتكَ مرة أخرى ..
يفخرُ النصّ بمديحكَ الذي طوقتهُ به .
و أنتشي بأريجِ حروفِك إذْ يفوحُ هنا .
تحيّةٌ تليقُ بالحالمين .