هُنا

وفي هذا الرُّكْن

أنتَظِرْ أنا أيضاً ..!!

كَبُرَتْ جناحاي

في هذه الزاويَه ما بينَ قَفصٍ لا قُضبانَ لَه

وَفضاءٍ رَحْب يشتهي أن أُحَلِّقَ فيه ..!!

ولكنها تأبى أن تُرَفرِف إلا للانتظار..!!

أبقى هُنا سجيناً أيضاً ..

اتلحَّفُ رداءَ وجهِ الانتظار ..!!

حتى أصبَحنا نُشبِهُ بعضَنا البعْض ..!!

::

::

أنا وسيجارتي ( السيجار هل تذكرينها ؟ )

نحتَرِق ونحتَرِفُ الانتِظار ..!!

كِلانا ماهِرٌ في حرق الآخر باحترافٍ رهيبٍ جِداً وكأننا نُسِجنا من نار..!!

أنا أحترِفُ الاحتراق ..!!

وهي تحترِفُ الانتظار ..!!

وفي ظِل احتراقي .. !!

كلانا ننتَظِرْ

متى نُشاهِدُ وميضَ الجمر ..!!

هي تُغازِلُ شَفتاي تُريدُ لثمَهُما ..!!

وشفتايَ ماهي إلا جسرُ عُبور إلى رئتاي ] رصيفُ الانتظار [ .. !!

::
::

كلانا ننتَظِر وكأننا نلعَبُ لُعبَةَ ( القَرْقَر سرى )

نُهروِلُ خَلفَ حَجر ..!!

نبحثُ عَنْهُ هُنا وهُناك

في الظَلام وأقدامُنا تَدوس بَعضَها البعض ..

وأعيُن لاهثه خَلفَ أي بريقٍ زائِف ..

قَدْ يكونُ قِرطاساً بلاستيكياً

وقَد يكونُ هُو العين ..!!

وهُو المسكين يبحَثُ أيضَاً في وجهِ الانتظِار ..

عن يَدٍ تتعثَّرُ بِه عُنوَةً أو بالمُصادفَه ..!!

تَجِده يُنادي بصمتِ رهيب

يَصْرُخ في أذُنِ الضلام ..!!

من سيَجِدُني ؟!!

أيُّ يَدٍ ستلتقِطُ خيطَ الانتظار مني ؟!!

وذاتَ يأس يختبئُ تحتَ التُراب

ويمتهنُ الانتظار..!!

::
::

ولأنها رؤيةٌ بعينٍ تكفُرُ بالغِياب ..

تأبى إلا أن تَدوسَ على صَدرٍ جافٍّ جِداً ..!!

لا ينبِتُ فيهِ حتى النخل حتى الصَّبار ..!!

صَدرٌ لا شيئ فيهِ سِوى المِلحْ والغُبار

وأنا ووجهُ الانتظار نتبادَلُ وجهَيْنا بِغَباء..!!

نشنِقُ فيها أرواحنا الباليه بِهِم ..!!

نشنِقُها باحترامٍ جَمٍّ جِداً وجداً وجداً..!!

ونشنِقُهُم فينا ونُحبُّهم

ونمتَهِنُ الانتظار ..!!

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي