بسم الله الرحمن الرحيم
إن للأدب جمال لا يعدله جمال فهو يناجي شجون النفس وأهوائها ويطلق العنان للفكر فلا تحده قيود ولا تردعه حواجز
يتفيأ ظلاله العاني فتهيم روحه ويطيب جرحه ويستحلب منُّه ويذوق سلواه
هو روضة غناء ينشدها الأدباء فينبهرون بجماله وينساقون زرافات ووحدانا خلف حدائه فلا ينتهي أربه ولا يجف معينه
يغترفون من سلسبيله كلٌّ حسب مقدرته وطاقته
ثماره مدلاة ورياضه مزهرة وقصوره عامرة أنواره ملونة وأسيجته مزركشة يجتذبك مدّه وتقاوم في لذة جزره
يدغدغ فيك الشعور ويرميك في أعماق البحور وينثرك بين الخدور بين ربات الحسن من الحُور
عالم تتشاكس فيه المشاعر وتتشاكل فيه الأمنيات
يجيده قلة وينتسب إليه الكثير ورغم ذلك صيده وفير للمبصر والضرير
أطنابه مضروبة في أعماق الشعور وخيامه تستقبل كل فينة كثير
من أخذه بحقه نجا ومن غاص في بحوره بلا دليل تحدَّر للردى
محسِّناته كاللآلئ من اقتصد في صرفها غني ومن بالغ في استعمالها فني
فالأوائل أجادوه والأواخر أبادوه
نكتفي بهذا القدر وسأعرض تجربتي مع الشعر في المرة القادمة إن شاء الله
شكرا البليبل من أعماق النفس ومن عبق الأنفاس
فأنت تسمو بالمكان والمكان يعشقك