الله عليك يا استاذ احمد وعلى موضوعك السامي العظيم
سبحان الرحمن الرحيم ..
الذي اودع قمة الرحمة على وجه الارض في قلب سيدة العظمة الام
وهو ارحم بنا منها ..
:
هي أم مرضعة، ومقدار الرحمة عند الأم يسمو ويزداد في حالة الرضاع، فالأم في هذه المرحلة تكون في أكثر حالات الإشفاق والرحمة وتخرج عن إحساسات وقدرات الأم العادية وعن طبيعة المرأة.
تكون الأم المرضعة في استعداد فطري جبله الله في قلبها بقيمة مضافة ترتفع عن القدر العادي، إذ تستجيب تلقائيا مثلا لصراخ الرضيع ويتجلى هذا المشهد من كمية ذر الحليب التي يتزايد تلقائيا عند سماع صراخ الوليد ليصل في بعض الأحيان إلى الاندفاع والخروج من الحلمة قبل أن يضع الرضيع فمه على الثدي، فلا يكون للأم مدخلة في ذر الحليب اللهم ذاك الإحساس الدفين والسلوك الطبيعي التي زرعه الله فيها نحو رضيعها.
لنقدم صورة شاهدة نراها على الدوام تتمثل في أم تحتضن طفلها وهو في حالة الصراخ الناتج عن الجوع، نلاحظ أن الأم المرضعة تسارع وبكل لهفة وحنان كي تخرج ثديها وتمد الحلمة نحو فم رضيعها وكثيرا ما نلاحظ تدفق الحليب بدفعات قوية قبل عملية الإرضاع.
أليست هذه صورة حقيقية تمثل أبهى وأسمى آيات الرحمة المتجلية بين الأم ورضيعها؟
:
تتمثل في بدايات مرحلة الرضاع عند الأم ونحن نعلم جميعا أن الأم في أيامها الأولى بعد الوضع وفي الساعات الأولى لتكوُنِ الحليب تعاني الأم آلاما شديدة في الرحم والثدي ما يجعل أمر الإرضاع صعب ومؤلم، غير أن هذه الآلام لا تثني المرضعة عن إرضاع وليدها بل وتجدها تتحمل الألم بمرارة، غير أن دافع الرحمة المدفون في قلبها يكون لها المحرك والدافع وراء هذا العطاء وبجرعات زائدة في قلبها فنراها تمد حلمة ثديها إلى فم رضيعها وتصطبر على الألم الذي يزداد بعد عملية مص الرضيع للحلمة إلى درجة أن الأم تتصبب عرقا ويجف حلقها .
وأوج درجات الرحمة تكون وتتمثل حين يطلب من الأم بعد ذلك الألم والمعاناة أن تبعد رضيعها عنها أو أن تزيل عنه الثدي أو ما شابه ذلك.
أليس هذا التجلي يمثل قمة الرحمة على وجه الأرض؟
:
الأمُّ تلثـم طفلـها وتضُـمُّـهُ حَرَمٌ سمــاويّ ُ الجمــالِ مُقـدَّسُ
:
لا اعلم ما اقوله ولا اسكبه تجاه تلك المنحة الالهية والفيض الرباني
والوجه النوراني والطريق للفردوس الأعلى(امي)..
ما اعظم تجليات رحمته تعالى في رحمة الام لا اقول هنا برضيعها فقط
بل حتى بكبارها ..قلب الام وعاطفتها اكبر من الكون واعظم من اي قوة في هالعالم
حري بنا ان نقف مرارا وتكرارا ونتدبر لمثل هذه المواضيع والامور والاصول ..
فللاسف واقع الام والابناء من خلال بعض المشاهدات ينفطر لها القلب فعلا
بحاجة لتدبر تلك العلاقة السامية ومعناها وفهمها
والانطلاق بفهم والتحرك بوعي ومسؤولية تجاه ذلك الدور الحقيقي على وجه البسيطة ..
نسأل الله الرحمة ..كانت دموعي تغلف موضوعك الجميل
الذي يوصلنا برب الاصول
جزاك الله خيرا استاذ احمد
واسأل الله ان يسقي امي ووالدي والجميع
صحة وعافيه وسعادة ورحمة
وخيرا اينما كانوا وان يحفظهم ..
شكرا لك استاذ احمد مره تانية