اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنجس مشاهدة المشاركة
دفء الشتاء

انار تواجدك كرسي الاعتراف..

ذكرى حدثت لك..
حزينه/ سعيده/ قديمه/ او جديده..
لك حرية الاختيار...

عبق الجوري لسموك..
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أهلا بشذى الورود
و رائحة العود
****

27‏ سنة هي سنوات عمري
مليئة بكل الذكريات
سعيدة و حزينة و جريئة
و لا أدري من أين أختار لك
و لكن هناك قصة لاتنسى
و ستبقى بذاكرتي ما إمتدت السنين و طال العمر
حصلت عام 1992م
إبان تحرير الكويت
كنت حينها أعيش حالة
الشوق و الحنين لوالدي الغائب عني
كنت ألعب أنا و أحد أبناء عمي
الذي يكبرني بأربع سنين
أمام بيتنا تملؤنا شقاوة الأطفال
كان إبن عمي هذا
يصبغ دراجته ببخاخ بويا أسود
و كنت أنا أفكر بوالدي و لا يشغل بالي سواه
لدرجة أني لا أنام حتى أحتضن صورته لصدري
و تكون بداخلي كره عظيم لصدام حسين
ذلك الذي حرمني من والدي
ثلاث سنين
فطلبت من إبن عمي أن يكتب
بذلك البخاخ على سور بيتنا
" الموت لصدام حسين "
ففعل ذلك و كنت سعيدا جدا
مرت السنين و هي ما زالت على ذلك السور
تغطي جزء من حروفها
شجرة كبرت مع مرور السنين

و في صباح عيد الأضحى
30/12/2006
و بعد خروجنا من صلاة العيد
برفقة والدي و أخوتي
إذا بخبر إعدام صدام
يذاع عبر راديو السيارة
و صلنا للمنزل توقفنا تحت تلك الشجرة
نظرت لتلك الجملة و قفت أمامها
و بداخلي أشياء لا أستطيع و صفها
دخلنا المنزل
وشاهدت لقطات من إعدامه
و نهايته و هو يواجه قاتليه بكل
شجاعة
و يختم تلك الحياة المثيرة للجدل
بشهادة التوحيد
لا إله الله محمد رسول الله
فتحركت بداخلي مشاعر مغايره
لما كنت أحمله له من كره
مشاعر حزن و ألم على رحيله
و كلت أنواع السباب و الشتائم للشيعة
تحول عيد ذلك العام لمأتم بداخلي و داخل والدي المعجب
بشخصيته رغم أنه خاض حربا ضد جيشه
ولكن هذا الإعجاب من والدي
كان قبل غزو الكويت
أيام حربه مع إيران
فقد كان صدام محبوب لدى العرب
و عاد ذلك الإعجاب
يخالج والدي من جديد
نسيت كرهي له
و خرجت بعدها لذلك السور
لأمحو بيدي ماكتب عليه ..

تعلمت من هذه القصة الكثير
منها

أن الدنيا
تمضي أيامها
و تتغير أحوالها
و تتغير معها
مشاعرنا و مواقفنا
و تمحو أحقادنا و كرهنا
****



رنجس

أتمنى أن تكون هذه القصة
حازت على رضاك و إعجابك
تحياتي و تقديري

دمتي بحفظه