# مدخل :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد :
قبل أن أبدأ أحب أن أطرح ملاحظة : عندما أقول بعيون ليبرالية.. هذا يعني أني أنقل لكم كلام الليبراليين..
وليس كلامي أو كلام أي شخص آخر.. أتمنى أن تكون الملاحظة قد وضحت..
في الحقيقة لم أرد طرح الموضوع الآن.. لولا كلمة سبقت.. وذلك لإنشغالي في هذه الأيام..
وكنت أعرف أن من أهلنا بجازان ليبراليون.. وآخرون متأثرون بها دون علم بما هي..
ويسعون كثيراً - باسم الحرية - إلى نشرها.. الكثير من الناس يريد الحرية وأنا أولهم..
ولكن ماذا لو كانت نهاية تلك الحرية هي الهلاك..؟ بالنسبة لي لا أريدها ما دامت هكذا..
وإنما أريد حرية.. أسأل الله فيها السعادة.. ونهايتها النجاة.. هذا ما أريده بالنسبة لي..
وإن لم ترد أنت فذاك شأنك.. وإذا كنت مثلي.. فيجب عليك أن تعرف أن نهاية الليبرالية هي الهلاك..
وأسأل الله لك السلامة والعافية.. وعليك أن تعرف أني شخص غير ملتزم (مطوع)..
وأجد في طريقي الكثير من المعاصي وآخذها.. ولكن لا أنكر أنها محرمة كالليبراليين يحللون الكثير من المعاصي باسم الحرية..
وكما يقول أحد العقلاء :
أحب الصالحين ولست منهم ** ** ** لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ** ** ** ولو كنا سواء في البضاعة
وتلك هي فلسفتي في الحياة..
ومن خدع الليبراليين التي لن يعترفوا بها أمام كل شخص جديد دخل لليبرالية..
أنهم أناس لا يمسّون الأديان بشيء.. غير أنهم يريدون للمرء أن يكون حراً كما خلقه الله.. فهو حر في نفسه..
وأنهم هم أصحاب العقول والثقافة.. وغيرهم مجنون وجاهل.. وللأسف نجحوا في اقناع بعض الجهلة بتفكيرهم البسيط..
المهم.. لا أريد أن أطيل الموضوع.. ولا أريد أن آخذ أقوال أناس غير معروفين في مجتمعنا.. سأخذ مقتطفات لعلك سمعت بعناوينها..
إلى كل مخدوع بالليبرالية.. وإلى كل من يقول أن الليبرالية كلها لا يوجد بها كفر..
لعل الكثير منكم سمع عن قضية كاشغري.. ولكن غُيبت أقواله في كثير من الإعلام.. وأنتم تعرفون أغلب إعلامنا..
تطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم.. سيد ولد آدم.. وستعرف ما هي منزلة هذا الرسول..
ولكن لنرى ماذا قال كاشغري..
(في يوم مولدك سأقول أنني أحببت الثائر فيك ، لطالما كان ملهماً لي ، وأنني لم أحب هالات القداسة ، لن أصلي عليك)..
(في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت ، سأقول أنني أحببت أشياء فيك ، وكرهت أشياء .. ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى !)..
أتعرف من هو محمد صلى الله عليه وسلم..؟ الذي يترفع الخسيس كاشغري عن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم..
إنه المخلوق الوحيد الذي أقسم الخالق بعمره.. وهذا أكبر دليل على أنه خير البشر..
قال تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)..
لم يقسم الله بعمر أحد من العالمين سوى عمر محمد صلى الله عليه وسلم.. أي شرف ومكانة رفيعة لِرجل أقسم الله بعمره..
ومع هذا نراهم وبكل بساطة يحاولون تنزيل منزلته ويترفعون عن الصلاة عليه ويقولون عن هذا الرجل ما قالوه في الصورة..
لم يكتفوا بالرسول صلى الله عليه وسلم.. بل ذهبوا لما هو أكبر من ذلك (الله) جل في علاه..
أفّاكون دجّالون يتكلمون عن أشياء أكبر منهم بكثير.. ويقولون :
(لا يستطيع الجزم - يقصد بوجود الله - إلا شخص رآه أو كلمه أو حسه ! وجزمه - لو كان - ليس ملزماً لغيره)..
(نيتشه قال مرةً أن قدرة الإله على البقاء ستكون محدودة لولا وجود الحمقى.. ماذا سيقول لو رأى الهيئة؟)
أترك لكم الصور :
أي إلحاد بعد هذا..؟! وكأن هذا الليبرالي لم يقرأ كتاب الله.. وكأن نهايته وحسابه - إن لم يتوب - سيكون مثل حساب فرعون ونهايته..
قال تعالى : (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28))..
وكلنا يعرف نهاية فرعون.. الذي ترك الله جسمه إلى اليوم.. آية لكل ملحد.. وكل إنسان لكي يعتبر..
فقال تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)..
وتقول إحدى القواعد من النساء..
(فسبحان من ابدع صوت محمد - تقصد المطرب محمد عبده - بين البقية ما تدري لما تباشر به إذنك هل انت تسمع الله أم الله يطربك ام انه الله يحير عجزك بنغم أوتار او وتر نغم)..
ويقول الله عن نفسه سبحانه وتعالى علواً كبيراً : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)..
أي شرك أتيتم به أيها الأفّاكون الدجاّلون..؟!
ويستمر مسلسل فضح الليبراليين لأنفسهم وعلى أيديهم.. وما هذه إلا أمثلة فقط.. وأما القائمة تطول..
عفواً.. بل أراد الله أن يفضحهم أمام الناس.. على أيديهم وأيدي غيرهم..
عارض الكثير من الليبراليين كلام كاشغري وغيره من المتحدثين.. ليس لكونه إفك..
بل لأن الوقت غير مناسب.. كون الإسلام في السعودية لا يزال قوياً..
ولكن الله وعد بأنواع وأصناف من العذاب أعدها لأمثال هؤلاء..
إلى من يدافعون عن الليبرالية.. لا تنخدعوا بشعارات زائفة..
ذاك كلام الليبرالية.. وهذا كلام الله.. وذاك طريق الهلاك.. وهذا طريق النجاة..
والحرية تسكن محياك.. فأنت حر فيما تختاره لنفسك.. وأنت من يدفع ثمن اختيارك..
إلى عقلاء الليبرلية.. إن لم يكن ما رأيتموه كفراً.. فما هو الكفر في عرفكم..؟!!
إلى باقي أعضاء المنتدى.. أترون ما أرى..؟! أم أنني الوحيد المسحور بينكم فلا أرى إلا سحراً..؟!!
وإن كنتم ترون ما أرى.. فما هو رأيكم..؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
# مخرج :
قال تعالى : {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)
وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7)
يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)
مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)
هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}