لـكِ يــا أميـمـةُ فــي فــؤادي مـنـزلُ
وورودُ حـبٍّ فــي الحـشـا لا تـذبـلُ
لــكِ يــا أميـمـة فــي فـــؤادي جـنــةٌ
نـسـمـاتــهــا مـــســــكٌ إذا تــتــنــقــلُ
العيـن تعشـقُ مـن تعاظـم حسـنـهُ
والقلـب يعـشـقُ فــوق مــا نتخـيـلُ
فالعـيـن إن ذرفــت فـمـا لدمـوعـهـا
كـــافٍ يـكــفُّ ولـــو بــنــارٍ تـسـمــلُ
والقلـب إنْ يأسـى فمـا لأسـاه مـن
آسٍ ولا طــــــبٌّ ســــــواك فـيــعــقــلُ
قــالــت بــنــيّ أيـــــا بــنـــي تــروّيـــاً
فالـقـلـبُ بـعــدك صـــار لا يتـحـمـلُ
مـــــا إنْ أمــتِّـــعُ نــاظـــريّ بــنــظــرةٍ
مـــن نـاظـريــك إذا تــشــدُّ وتــرحــلُ
فأجبتـهـا أمـــاه حـسـبـك واصـبــري
إنَّ الــحــيــاة صــروفــهـــا تــتــبـــدلُ
والـدهـر يــا أمـــاه لا يـبـقـى عـلــى
حــــالٍ لــــه ولــكـــل حـــــالٍ مــأمـــلُ
من فيض حبك قد نهلتُ حبيبتـي
طاب المفيض وطاب ذاك المنهلُ
أمـــاه يـــا أمـــلاً أعـيــش بـنـبـضـه
مــســراه بــيــن جـوانـحــي يـتــوغــلُ
فبناظـريـكِ هــوىً سـمــا وبـنـاظـري
لــك ضعـفـهُ مـنـذ الصـبـا متـأصـلُ
أربيـتـهُ عشـريـن عـامـاً فــي دمــي
حـتــى بـــدا مـــن ثـقـلـه لا يُـحْـمــلُ
مهمـا تـكـن سـبـل الحـيـاة جميـلـةً
إلا بــــــــأنّ جــمــالــهــا لا يــكـــمـــلُ
إلا بــتــقـــوى الله حـــــــقّ تــقـــاتـــهِ
فـهــيَ الـسـعـادةُ لـلــورى والـمـوئـلُ
ليس الذي جهـل المعـارف جاهـلاً
إن الجهـول هــو الــذي يستجـهـلُ
أمــــاه أمــــواج الـبـحــار تـلاطـمــت
فـــــي مـقـلــتــيّ فـغـيـثـهــا يــتــنــزّلُ
والشمـس بيـن غيومهـا محجـوبـةٌ
وضـيـائـهـا مــــن بـيـنـهـا يـتـسـلّــلُ
فـتـظـنـهــا مـحــجــوبــةٌ لـغـيـومــهــا
والــحــقّ بــيــن الـفـرقـديــن تــغـــزلُ
ســاءت مقاصـدنـا وســـيء تـــأولاً
لــكــنــنــا كــــنّــــا بــــهـــــا نـــتـــأمـــلُ
أمــاه هــذا الـهـجـر بعـثـرنـي فـهــل
لــك مــن سـبـيـلٍ لـلــوداع فـيُـسـدلُ
سفـرٌ عـلـى سـفـرٍ وصـبـحٌ مسـفـرٌ
وسـيـوف أسـئـلـةٍ تـصـيـبُ وتـقـتـلُ
سئـم الرحـيـلُ مــن الرحـيـلِ وإنـنـي
لمـن الرحيـلِ إلـى الرحيـلِ لأخـجـلُ
لا تسأليني عن مسارِ سفينتي فلأينَ مادت بي الرياحُ سأرحلُ
حيكت مجاديفي على قدْر الهـوى
أنّــى اتّجـهـتُ إلـيـك أنــت سـأقـبـلُ
يـــــا ربَّ قُـبْــلــةَ جــبــهــةٍ قـبّـلـتُـهــا
فـكـأنـمــا الـبــيــت الـعـتـيــق أُقــبِّـــلُ
قــد يـرحـلُ الهـجـرُ المقـيـمُ بـراحــلٍ
لكـنّ مــن سـكـنَ الحـشـا لا يـرحـلُ
يحيى إبراهيم حسين زلاله حملي
كلنا نُهدي أمهاتنا ..
لكن ليس كأنت حين اهديتها
هذه الدرر الفريدة
رائع وجميل وإبداع
سلمت أناملك