ما زلت أرسل.. رغم أني واثق
أني أسيرها إلى الإعدام
لا تقتلي الكلمات دون قراءة
فدمي دماها‏ لا دم الأقلام
مري عليها مرة وبسرعة
فإذا فعلتِ.. تحققتْ أَحْلامِي!


&&&&&&


(أربعاء الكرب)

يا أربعاء الكرب، ماذا أفعل؟
عقلي يكاد عن الهدى يتحوّلُ
في حَيْرة وتشتت وتخبط
أسعادتي في الحل أم هل أرحلُ
كل البلاد كرهتها وكرهت نفـ
ـسي.. والفؤادُ من الهموم مقتل
قد تقبُحُ الأوطان في عين امرءٍ
يوماً.. ويبقى موطنٌ هو أجمل
آهٍ فمن كره المواطن كلها
وحياته السوداءَ ماذا يعمل
كم قد سألتُ عن الحبيبة شائقا
وحبيبتي ليست تجودُ فتسألُ
ولكم مررتُ أزورها فاستكبرتْ
واستقبلتني كالذي يتسولُ
لم يبقَ شيءٌ في الحياة محبِباً
فيها وإني لم أعد أتحمل
يا حاضراً هو في الحقيقة سالفي
يا ثانيا هو في الحقيقة أولُ
مُت أو تبدل أنت وحدُك علتي
فالثابتُ الأبديُّ قد يتبدَّلُ



&&&&&&


(ما تبقى من مرثية احترقت)
يا ساكن القبر جسما أنت في جسدي
روحا.. وفي خافقي ما زلت سلطانا
رحلت عني وما انفكيت تسكنني
فليت أنك لي أهديت نسيانا
ما أصعب البوح والذكرى تشتتني
ماذا أقول وقد أصبحتُ حيرانا
فالحزن يقتلني لكنني -قسما-
عجزت أن أكتب الأحزان أوزانا



&&&&&&


أبني وتهدم ما بنيت حبيبتي
وكأنني أبني القصور لغيرها!



&&&&&&

(أتعشقني؟؟)

سألتكَ بالذي سواكَ
يا تعبي.. ويا راحي
ويا حزني.. وأفراحي
ويا كفّاً تشيدني.. وتهدمني
أتعشقني؟

**
أتعشقُ وجهيَ الرمليَّ حقّاً
أمْ تُجامُلُني؟
أنا في الشكِ مسجونٌ
أنا بالخوف مسكونٌ
فأرجو أن تصارحَني!

**
أرى عينيكَ..
واحدةً -كمعشوقٍ- ترحبُ بي..
وواحدةً -كما الأعداء- تطرُدُني
وفي شفتيْكَ..
صمتٌ كم يعذبُني!

**
مساءَ الأمسِ..
حيْنَ نطقتَ: "يا عُمُري"..
أكانتْ مِن فؤادِكَ؟
أمْ رميْتَ بها لتُفْرِحَني؟
أتدري أنني ما نِمتُ من أمسٍ؟
فحرفٌ منكَ يُسْكرُني.. ويُسهِرُني!

**
أناْ الْمأمورُ مِن عينيكَ..
والمنهيُّ من عينيكَ..
والمسجونُ في حُبِّكْ
فصارِحنيْ
أتعشقني؟
أتعشقني؟


&&&&&&


أضاحكُ الناسَ في لهو وفي لعبٍ
وداخلي -لو علمتَ- النارُ تشتعلُ



&&&&&&


أقولُ -وقد تعبتُ من التغاضي-:
أما لجروحِ صُحبتنا اندمالُ؟
صحبتكَ كي تخففَ من همومي
وأنتَ اليومَ همٌّ لا يُزالُ
صديقي.. قد تعبتُ فدعْ طريقي
مِن الآلآمِ قد تعبتْ جبالُ!



&&&&&&


الجسم في حشد الورى قائم
والعقل في شأن الهوى هائم


&&&&&&


بعض الوجوه إذا صادفتها بقيتْ
جرحاً بقلبك حتى آخر العُمُرِ



&&&&&&

(بنت الحرمان)

عاشَتْ معَ الهمِّ.. في أقفاصِ مهمومِ
من يومِ مولدها قسْراً إلى اليومِ
عاشتْ -بقبر الحياةِ- العُمْرَ.. ما ابْتَسَمَتْ
يوماً.. وما سَلِمَتْ يوماً من اللومِ
هيَ الوَقودُ لنارٍ قطُّ ما انطَفأتْ;
قالتْ.. وفي مُقلتيها دمعُ مكلومِ
أتيتُها أشتَكي همّا يؤرّقُنيْ
فأَقْصَدَتْنيْ مآسيهَا بِمَسْمومِ
ظننتُ أني قتيلُ الهم في زمني
حتى التقيتُ طليقَ السعْدِ والنومِ
لم أعرفِ الظُلْمَ..عينيْ اليومَ قدْ دَمِيَتْ
من صوتِ حرَّانَ داميِ الجُرحِ مظلومِ




نحن.. وهم!

متى ستصحوا عقول في جماجمنا
لترفضَ العيشَ في ذل ألفناه؟
لترفضَ العيشَ في جهل ومهزلة
وفي مكانٍ.. حمارٌ ليس يرضاه
متى سنفخرُ في شيء صنعناه؟
متى سنأكلُ من شيء زرعناه؟
متى تعود لنا يوما رجولتُنا؟
كنْهُ الرجولة حتى، قد نسيناه!
متى، متى.. يا لقلبي كم تعذبه
حالُ العروبة.. يا قلبي لك الله!
الغرب والشرق للمريخ قد وصلوا
ونحن من عابنا منا سَجَناه
نبيعهم نفطنا بالخبز إن رحموا
وإن هم غضبوا بالعفوِ بعناه
‏يبنونَ قوتهم حتى ولو أمنوا
ونحن من قال يهوانا أمناه
وندعي كذِباً أنَّا لأنفسنا
وقد قُتلنا بما جهلاً حميناه
نقلد الغرب في أشياء تهلكنا
وما يفيد من الأشيا تركناه
يا أمتي استيقظي -بالله- إن لنا
دينا عظيما شقينا إذ أضعناه
‏يا أمتي استيقظي -بالله- إن لنا

تاريخَ عِزٍّ.. دُفِنَّا إذ دفناه
يا أمتي نقرأ الماضي فيبهرنا
فإن نظرنا لما فينا.. بكيناه
‏فهل سنبكي طوال الدهر يا زمني

أم سوف نبني الذي جهلا هدمناه؟!