يا ليْتَنا ما الْتَقيْنا.. كانَ في البُعْدِ
لمُهجتي راحةٌ من طعنةِ الخدِّ
يا مَن إذا أبصرَ المحبوبَ أسعَدَهُ
عندي التقائي بِهِ أدهى من الصدِّ
يا لوعةَ الحب آهٍ منكِ.. أتعبني
حالي.. فما لي من التعذيبِ من بُدِّ
أناْ المعذبُ إنْ لاحَ الحبيبُ وإنْ
غابَ الحبيبُ.. أنَا المسجونُ في وَجدِيْ



&&&&&&



من للمحب إذا رماه حبيبه؟
من للمريض إذا نساه طبيبه؟
القلب يسأل والعيون تجيبه
دمعا.. فمن يا عاشقون يجيبه؟
إن جئتَ فتاناً فقلتَ له: الهوى
يردي فلانا.. قال: ذاكَ نصيبُه
أناْ لستُ أعشقه.. وينسى أنه
في كل حين بالجنون يصيبه
تباً لصخر فؤاد كل معذِّبٍ
قتلَ -المعذبَ في هواهُ- مغيبُهُ
يا أقرباءَ الحب أيُّ قرابةٍ
فيها قريبٌ مات منه قريبُه؟!



&&&&&&


ودّعتُ يومَ وداعها حسّانَا
ورجعتُ سكرانَ الخُطى.. أنّـانَا
ودّعتُ جاهِلةً بأمرِ وداعِها
وبأمرِ عاشِقِها الذي كم عانى

ودّعتُ أزهارَ الربيعِ.. وعِطرَها
وندى الصباحِ.. وطيرَهُ.. والبَانَا
ودّعتُ غُنّةَ رقّةٍ.. ونعومةً
وتَغَنّجا.. كم فجّرَ البركانا!

كانَ الوداعُ دقيقةً أو نصفَها
ودّعتُ في أثنائِها أزْمانَا
ودّعتُ ما سيكونُ في مُستقبلي
ودّعتُ فيْها ما يَكونُ.. وَكانَا



&&&&&&


ميّعتنا يا حُبُّ.. فارْحمْ ضَعفَنَا
صِرنا كمِثلِ الذيلِ للمحبوبِ
إن شرّق المحبوبُ سِرنَا خلفَهُ
أوْ سارَ غَرْباً جرّنَا لِغُروبِ



&&&&&&



مماتي حين يسلبني حياتي
سينسى في خيالك ذكرياتي
سينسى صورتي أرنوْ بصمتٍ،
حديثَ عيونيَ المُتَوقداتِ،
وينسى ما كتبتُ- ولم تردِّيْ
عليه- من الحروفِ الباكياتِ
وأياماً مرضتُ فلم تعودي

بلِ اسْتهزأتِ مثلَ الحاقدات
سأرحل ثم يبقى فيك جُرحٌ
كجرحِ الأمهاتِ الفاقداتِ
ستبكي عينُك الحوراءُ وجهي

ستبكي في العشي وفي الغَدَاةِ
سيندمُ كل عُضوٍ منك يوما
على ما كانَ.. فانتظريْ مماتي


&&&&&&


دمي -على الشَفَةِ الحمراء- منسكبٌ
دمعي على خدِّيَ المهجورِ سيّالُ
حبيبتي -والذي سواك- ملتهبٌ
كلّي.. وفيَّ من الآفاتِ أحمالُ
في القلب من قدّك الميادِ مذبحةٌ
ومن ذراعيكِ والساقينِ زلزالُ

تجمّعَ الحزنُ فوقَ الحزنِ في جَسَدِي
رحماكِ يا جارتي.. فالحزنُ قتّالُ
أمشي.. وفي كل يومٍ -يا عنا سفري-
عضوّ من الجسَدِ المنهوكِ يُغتالُ

أُجَنُّ.. أُصْرَعُ.. أبكي.. لا أرى أحداً
إلا شفاهاً غفى في قربِها خالُ
تعبتُ -واللهِ- جداً.. إنني رجلٌ
في كل يومٍ.. على جفنيهِ يحتالُ
عن نسفِ جسميَ يُقصي خنجري أملي
هل قدْ أبرّتْ يمينَ الوعدِ آمالُ

أنا مريضٌ بلا عقلٍ ومُفتَقِرٌ
وأنتِ عافيةٌ..عقلٌ.. وأموالُ
أعيشُ سكرةَ موتٍ لا انتهاءَ لها
جودي بموتٍ.. أتبقى هذهِ الحالُ؟!

إنْ كنتِ تخشينَ من قولِ الوشاةِ: فتىً
قدْ أذهبَتْ عقلَه حُبّا.. فقد قالوا
ما العيبُ في الحبِّ؟! إني فيه مُمْتَلَكٌ
وأنتِ سيّدةٌ تزهو وتختالُ



&&&&&&


لَأَنتِ أعظمُ من كلّ العظيماتِ
وأنتِ أجملُ من كلّ الجميلاتِ

وقدْ عجَزتُ عن الإتيانِ من لُغتي
بكِلْمةٍ تصفُ الإحساسَ في ذاتي
والعذرُ أنتِ.. فأنتِ اليومَ يا وَلَعِيْ
نهايةٌ ختَمَتْ كلَّ البداياتِ


&&&&&&


إنّي إليك أميلُ
إنّي إليك أميلُ
طالَ اغْترابي والعَنَا
قدْ طالَ بي.. ويطولُ
ماذا أقولُ؟ مُشَرَّدٌ
متخبطٌ.. وعليلُ
رحماك في قلبي.. وفي
دمعٍ يبيتُ يسيلُ

يا وردتي يا دمعتي
إن المحبَّ قتيلُ
يبكيه منك قليلُ
يرضيهِ منكِ قليلُ
إن كان يرضيكِ الشقا

ءُ فإنه لجميلُ
أو كانَ يرضيكِ الهنا

ءُ فإنه لجميلُ
لا تسأميْ.. انتظريْ هنا!
إن الذي سأقولُ:
هل لي إليكِ سبيلُ؟
إني إليكِ أميلُ



&&&&&&



يا ألفَ جُرحٍ في الجريحِ فؤادي
إني رجعتُ إلى عُيونِ بلادي
ما عدتُ في سجنِ الغريب مُكَبَّلاً
وفريسةً لتذَكّر وسُهادِ
مزّقتُ أشعارَ التَّحَسُّرِ والبُكى
وكسَرْتُ نايِيْ قاتلَ الأعيادِ
ومسحتُ موّالَ الصَّبَا من هاتفي
وشدوتُ: هذي لحظةُ الميلادِ


&&&&&&


إنّي يا أولَ أيامي
في عُمْرِ العشقِ الظلّامِ
لأظنكَ آخرَ أيامي
في عمْر الطفلِ البسّامِ
لمّا أبصرتكِ يا عُمُري
كنتِ الميقاتَ لإعدامي
فنويتُ الحجَّ إلى موتي
ولبستُ ثيابَ الإحرامِ
وظللتُ أرددُ في سُكْرٍ
لبيكِ حياةَ الأحلام
ما أقبحَ بعض الإنعامِ
ما أجملَ بعضَ الإجرامِ



&&&&&&


إن البراءةَ في عيوني خدعةٌ
فلتحذرِ الغرَّ الذي ترعاهُ



&&&&&&


لولا الجَوى ما ناحَ شعري واشْتَكَى
فمتى تصدّقُ أنَّ قلبيْ عِندَكَا؟
نادتْك كلُّ خليةٍ بتَذَلُّلٍ
نادتْك بالصوتِ الحزينِ: "أُحِبُّكَا"
**
يا ناعمَ الخديْنِ رُبَّ نُعُومَةٍ
قَتَلَتْ، فلُطفك في قتيلٍ.. لُطْفكا
يا راضعاً إبْهامَهُ بتَغَنُّجٍ
رُحماكَ بِيْ.. إنّي رضيعٌ مثلُكا

**
عَنِّيْ ابْتعدْ، أو قُلْ أحبُّك.. إنَّ لي
طَرْفاً لأجلكَ كمْ تَسَهَّدَ.. كمْ بَكَى
قَسَماً أحبُّك حبَّ أُمٍّ طِفْلَهَا
فمتَى تصدِّقُ أنَّ قلبيْ عندَكا؟