من هذا المنطلق أتساءل هل الحرية التي ندّعيها و التي نعتقد أنها منبع لإرادتنا أصيلة أم مقلّدة ؟
من حقك السؤال فـ الهوية العربية باتت ضائعة حتى في حريتها
ومن باب الانصاف فقط الكفتان متعادلة رغم ان الأصيل بات غريباً
من هذا المنطلق و ضياع الهوية كان الحديث
عن وهم يسمّى حرية ...
هل الفضاءات الحرة التي نلجأ إليها كالأنترنت أو الفنون أو الكتابة كفيلة بمنحنا الشعور بالحرية
الذي نفتقده في واقعنا ؟
للأسف هو مجرد شعور صنعناه من لاشيئ .. رغم اننا ندعي اننا متحررون
ومع ذلك حتى عبر هذه الوسائل الا اننا مازلنا نشعر بالخوف
أفهم من كلامك هذا أنه لا اعتبار لما يسمّى برغبات أصيلة
ما دامت تلك الوسائل مجرد متنفّس ضئيل لمن يريد الهروب
أو لنقل الاختباء من خوفٍ لا زال يلاحقه حتّى و هو يدّعي
التحرر من قيود في واقع مرير ...
إلى أيّ مدى تكون أفعالنا و تصرفاتنا ناشئة عن رغبات أصيلة فينا لا مجرّد محاكاة لما
نشهده كنماذج في الأوساط التي نعيشها ؟؟
سؤال صعب جداً .. فـ ما حولنا يُعد فوضى وحرية ضعيفة
والمطلق منها عفن والتعبير بها مشين خاصةً في مجتمعنا العربي
و هنا بيت القصيد فالتعبير بها مشين كما قلت و لا شيء
ينبي عن تفكير نابع من إرادة حرة إلا من رحم ربي
حيث أن إطلاق العنان لمكبوتات تضجّ بها النفوس أضحى
مخيفا خاصة لدى الشباب و لعلّ الأنترنت أكبر دليل على
ذاك التشويه في معاني التحرر ..
أين نحن من قيمنا و تراثنا في تجسيد أفكار و أيديولوجيات كثيرا ما تتضارب أو تتعانق مع غيرها من
واردات الآخرين و خاصة المجتمعات غير المسلمة ؟؟
واردات مبعثرة غلب عليها طابع التقليد والغثيث منها كثير
طغى على معنى الحرية الشرعية والتي تطرق لها اكثر الزملاء
حريتنا اصبحت غير شرعية ومطالبنا غير سوية وشبابنا ضربوا للأسف
ضربوا بالتراث وما صنعه الاجداد عرض الحائط والدليل مانراه حولنا
من حرية مفرطة ومطالبة سخيفة وانتهاك فاحش تحت مايسمى حرية
صدقت مايسترو فما وردنا من أيديولوجيات زهيدة و فكر رخيص بات مستهلكا
سهلا لعقول لا تعي من الحرية غير حروفها و هكذا ضعنا بين تقليد أعمى
و رغبة زائفة في البحث عن مفرّ من قيود صنعناها بأنفسنا و تهنا فيها
هل تغيّر أو تؤثّر تلك الفضاءات الحرة على شخصياتنا ؟؟
أم أننا نظهر أنفسنا بمظهر المتحرر الواهم ؟؟
انه غزو فكري ساذج وسُم فاتك اتبعه الغاوون من الهاوون واصبح التشريع
الاسلامي يقيدهم والسنة النبوية ثقيلة عليهم حتى ادخلوها في اكمام الحرية
الشخصية متعدين بذلك على كل القيم الحميدة والمناهج السليمة ومن يتابع
ويشاهد بعين الحق يرى الفرق والتغيير الفاضح والسلوكيات المنحطة
ذاك السمّ الزعاف الذي انتشر و غشّى على العقول و القلوب
لم يتمكّن إلا من ضعاف النفوس مسلوبي الإرادة
و لا زال أصحاب الفكر الحرّ و العقيدة السليمة يصارعون
و يجابهون
فيفي رغم كل ماقيل اعترف اني لم اقل ولم ارى الرد الشافي لمعنى الحرية
وما الصيغة التي بموجبها نكون احراراً رغم ان الحرية عندي الخصها في
جملة هي .. ( حريتي في تنفسي الهواء ) متى ما وجدته فانا حُر
ختاماً كل الشكر وجٌل الود لروحك الطاهرة
مايسترو ذاك الهواء الذي نتنفّسه بات الآخر مهددا تحت مسمّى الحرية .. أخشى أن
نفقده يوما ...
شكرا سيدي لهذا الحضور البهيّ و الرد الجميل الذي راقني حقا
احترامي