مرحبا أحبتي في منتدانا الغالي ...
هذا الموضوع سيكون خاصا بمسابقة المجلة الثقافية و العلمية .. و قد قمت بتجميع معلوماته
المتنوّعة من خلال قراءتي لبعض المقالات عبر شبكة الأنترنت و من خلال اطلاعي على ملخّص
لكتاب " إعادة اكتشاف العثمانيين " تأليف : إيلبير أورتايلي ..
همسة بداية :
تستلقي إسطنبول هادئة على ضفاف البوسفور، ترتفع مآذنها إلى السماء، وتشمخ الأشجار عالية بين بيوتاتها ذات الطراز الشرقي، في لوحة أولى تشكل فاتحة لرحلة استشراقية ملونة في فضاء الإمبراطورية العثمانية مطلع القرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن العشرين
ومنذ فتح القسطنطينية في منتصف القرن الخامس عشر ظلت هذه المدينة (إسطنبول حاليا)، ملهمة للإبداع الغربي لاستكشاف عوالم الفاتحين الجدد، ومثار فضول لروائييهم وشعرائهم وتشكيلييهم لسبر أغوار الجار الجديد للغرب، ولعاصمته –مدينة "رغبات العالم"- التي ضمت خليطا من المشرق والمغرب في عاداتها وطرزها المعمارية وفنونها مجتمعة.
بعد نحو قرن من الحرب العالمية الأولى يبدو أن الكثير من العرب استعادوا اهتمامهم بالمرحلة العثمانية
من تاريخهم بأيامها الحلوة و أيامها المرّة . كذلك عاد الأتراك إلى إلقاء نظرة جديدة فاحصة أكثر
رأفة و تفهّما بتاريخهم العثماني .
أما المؤلّف " إيلبير أورتايلي " فقد نظر إلى السلطنة العثمانية من زاوية غير تقليدية و لم يركّز على التاريخ السياسي
بل تحدّث عن الهوية العثمانية الاجتماعية و الحياة الأسرية و السلاطين و فنّ العمارة و المطبخ العثماني
و الولايات المستقلّة ضمن النظام الإداري ...
و يعتبر أورتايلي أنّ سقوط القسطنطينية بيد الاتراك العثمانيين في منتصف القرن الخامس عشر
كان الحدث الذي مثّل نهاية العصور الوسطى في الشرق الإسلامي و في أوربا على حدّ سواء .
السلاطين :
السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح (بالتركية العثمانية: فاتح سلطان محمد خان ثانى؛ وبالتركية الحديثة: Fatih Sultan Mehmed Han II أو II. Mehmed) والذي عُرف في أوروبا خلال عصر النهضة باسم "Mahomet II"، ،[3][4] هو سابع سلاطين الدولة العثمانية وسلالة آل عثمان، يُلقب، إلى جانب "الفاتح"، بأبي الفتوح وأبو الخيرات، وبعد فتح القسطنطينية أضيف لقب "قيصر" إلى ألقابه وألقاب باقي السلاطين الذين تلوه.[5] حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفت توسعًا كبيرًا للخلافة الإسلامية.
يُعرف هذا السلطان بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ونيفًا، ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا الحدث خاتمة العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة،[6][7] وعند الأتراك فهذا الحدث هو "فاتحة عصر الملوك.
و بالإضافة إلى هذه المنجزات يذكر المؤلّف قدرة محمد الفاتح على جمع كمية غير عادية من المعرفة فيما يتعلّق بالشؤون الداخلية و الحياة الثقافية للدول الأوروبية المعاصرة .. و لم يكن مهتما بالأماكن الجغرافية فقط و إنما بتاريخها
و ثقافاتها أيضا .و يذكر الكاتبان العثمانيان في ذلك العصر كريتوفيولوس و كمال باشازاده أنّ الفاتح
جلب تماثيل إغريقية و رومانية إلى إسطنبول و مع أنه لم ينصبها في ساحات العاصمة إلا أنه كان يحب أن يحيط نفسه
بمستشارين إيطاليين و يونان على دراية بالتاريخ اليوناني و الروماني .
العائلة في ثلاثة أجيال :
كانت العائلة هي الوحدة الأساسية في المجتمع و يقول المؤلّف إن فكرة المرأة كانت حبيسة المنزل هي فكرة غير صحيحة
لأنّ النساء كن يخرجن إلى الأسواق كما كانت زيارة القبور شائعة بينهنّ.
و بالرغم من أن نموذج العائلة الكبيرة كان منتشرا في الريف فإن نموذج العائلة الصغيرة كان سائدا في المدن خاصة
إسطنبول في القرن التاسع عشر و على الرغم من أن نظام العائلة التي يساند
أفرادها بعضهم بعضا بدأت بالتداعي في ذلك القرن فإن العائلة التركية تفضل حتى اليوم أن يعيش
ثلاثة من أجيالها معا .
و يجب ألا نعتقد كما هو شائع أنه كان بمقدور الرجل تطليق زوجته بسهولة تامة فالطلاق كان
أكثر صعوبة مما هو الآن ، لأنّ الرجل كان يسأل عن السبب و هذا ما كان يجعله يتصرّف بحذر .
![]()
المطبخ العثماني :
لقد طوّرت إسطنبول مطبخا غنيّا و نجحت في جلب مواد غذائية غير اعتيادية لم يكن يتوقع
المرء إيجادها في ظل اقتصاد تقليدي كان مضطرا إلى الاعتماد على نظام نقل مختلف و بالرغم من أن
هذه الإنجازات جعلت الناس تكتسب حاسّة ذوق رفيعة إلا أنها كانت تعني أيضا
أنّ هؤلاء الناس كانوا أقلّ قدرة على التأقلم مع حالات النقص خلال الحرب العالمية الأولى ...
التأثيرات الثقافية :
أثّر الرسم الإيراني منذ القرن السابع عشر في الفنانين العثمانيين و هذا ما جعل المؤلف أورتايلي ينفي
تأثير الغرب وحده . و هو يشدد أن الحضارة العثمانية دخلت في القرن الثامن عشر في
عملية تبادل ثقافي مع أوربا الغربية و كان هذا التبادل يعني سيرا في اتجاهين لا اتجاه واحد
لذلك يجب ألا ننسى ان مظاهر من الألبسة التركية مثل العباءات و الأقمشة أثرت في الألبسة الاوروبية
الأمر الذي أدى إلى رواج زيّ يدعى توركوي
التعليم
![]()
مدرسة العشائر السلطانية، أنشئت في سنة 1892 على يد السلطان عبد الحميد الثاني وأغلقت في سنة 1907.
أهملت الدولة العثمانية، خلال مراحل تاريخها، تنشيط التعليم المدني، إلا في نطاق المدارس التابعة للهيئة الدينية الإسلامية، وقامت إلى جانب هذه المدارس، مدارس الملل بإشراف الطوائف الدينية غير الإسلامية أو البعثات التبشيرية.[192] ولم يتطور التعليم في الدولة العثمانية إلاّ في بداية عهد السلطان عبد المجيد الأول وباقي السلاطين الذين تلوه، وأبرزهم عبد الحميد الثاني، الذي أنشأ المدارس المتوسطة والعليا والمعاهد الفنية لتخريج الشباب العثماني، وإعداده لتولّي المناصب الحكومية والنهوض بالدولة. واهتم السلطان اهتمامًا بالغًا بالمدرسة التي أنشأت عام 1859م على عهد السلطان عبد المجيد الأول، فأعاد تنظيمها وفق خطة علمية، وتحديثها بمناهج دراسية جديدة، وفتح أبوابها للطلاب القائمين في العاصمة، والوافدين من مختلف الأقاليم العثمانية، حتى غدت مركزًا ثقافيًا هامًا. وأنشأ السلطان بدءًا من عام 1878م، المدرسة السلطانية للشؤون المالية، ومدرسة الحقوق، ومدرسة الفنون الجميلة، ومدرسة التجارة، ومدرسة الهندسة المدنية، ومدرسة الطب البيطري، ومدرسة الشرطة، ومدرسة الجمارك، كما أنشأ مدرسة طب جديدة في عام 1898م.[193]
و لنختم ببعض الصور لأشهر المنشآت العمرانية :
![]()
و دمتم كما تحبون