السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لا تفيك أيتها الطُهر لطرحك المبارك والمهم والخطير
سوف ابدأ بسؤالك :
لماذا مناهجنا وأنشطتنا تغفل جانبا مهما كهذا ؟
أقول لملكة الحرف النقية ولكل معلم ومعلمه تحديداً
وأخص منكم القُدامى في مجال التعليم .
كيف أمنتم لأنفسكم الحصانة الفكرية في ظل ما غفلت عنه المناهج ..!
والحقيقة ... برأي أنها لم تغفل بل تعمدت ذلك .
الحديث هنا لا يخص التقنية فقط لكي لا يجيبني أحد
بأن التقنية لم تكن موجودة في جيلكم ^_^
نحن هنا أمام قضية مهمة تستوجب علينا جميعاً التكاتف
بالنسبة للأنشطة بالإمكان إيجادها وجدولتها ضمن ما نقدمه
من مناهج عقيمة لتسد ذلك الخلل الواضح في تجاهله
للأجيال وعدم توعيتهم .
كيف تعد الفرد الفطن القادر على تمييز الأصوات التي حوله ؟
أخيتي نحن شعوب تفتقد المصداقية في تعاملاتها
إلا من رحم الله وهنا أقصد الشعوب العربية التي تتشابه
في تخلفها ولا يزعل أحبتنا المنتسبين لمنبرنا فالحقيقة
نعلمها ونقرها جميعنا .... نحن شعوب متخلفة فكرياً
عندما يبدأ ذلك الفرد حياته بين أبٍ وأم حياتهما مليئة بالصراخ
والكذب وإهماله ليعيش مع نفسه مربياً لها فلن يفلح ولن ينجح
ولربما تشمله رحمة الله ويسخر له من ينتشله من ذلك الصراع
الأُسري الغير واعي والغير مدرك لخطورة ما يفعله
نعم هناك من تأثر بمعلم أو معلمه وغيروا الكثير من أفكارهم
ومعتقداتهم بعملهم الجاد المخلص قاصدين به وجه الله
لتأمين تلك الحصانة الفكرية التي تعينه مستقبلاً بعد توفيق الله .
تأتي الفطنة وتمييز الأصوات من خلال التربية السليمة
والإهتمام الصادق لنحصد ثمار ما زرعته الأسرة هذا أولاً
ثانياً المدرسة ودورها المهم فلسنا بحاجة لمنهج عقيم لذلك يجب
أن يسعى كل معلم ومعلمة لإيجاد الأنشطة التي تثقف الطالب
والطالبة , ولعلي أستشهد بقضية الإرهاب وما خلفته ولا زالت .
برأيكم لماذا من سبقوا هذا الجيل لم يكونوا في حاجة لمادة
التربية الوطنية ..؟
هل نحن الآن بحاجة إلى مادة تغرس مفهوم الإختلاط بجميع
أصنافه وأضراره وتحذر منه ..؟
كيف نعلم الشاب و الفتاة شق طريقه الصحيح دون خسائر
لو فرضت يوما علينا خلطة في مرفق لا غناة لنا عنه ؟
هنا لا بد أن نؤسس تربية إسمها المواجهه ونحرص على
تفعيلها بإيجاد تلك المواقف لوضعهم فيها ونقيم ردة فعلهم
وكيفية تجاوزهم لها بأقل الخسائر ومع الوقت بإذن الله سنجدهم
قادرين على شق طريقهم الصحيح دون رقابة .
كيف نسد هذا الخلل بطرق غير الوعظ
الذي أصبحت غالبية الأجيال تفر منه ؟
إنه الخلل بعينه ولن نسده إطلاقاً فالوعظ من النصح
ومن تربى على عدم تقبل النصح والتوجيه السليم لن تنفع معه
أي أساليب .
وأرى أن أهم الأسباب هي في جهلنا لأهمية الحوار والنقاش
فالأب لا يحاور إبنه إلا بضرب وإساءة معنفاً إياه دون فائدة
والأم لم تتخذ من إبنتها صديقة تبحر معها إلى أعماق قلبها
ومشاعرها لتعينها على ما يؤرقها ويشغل تفكيرها
إن أوجدنا الحوار الأسري الصحيح لن تفر الأجيال
فحياة من سبقونا لم تستقيم إلا بالوعظ والنصح الصادق
والتوجيه السليم ولم يكونوا بحاجةٍ لأي طرق أخرى .
لأنه منهج أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي أقره
الله جل في عُلاه .
أعتذر للإطالة وأشكرك على هذا الطرح الذي كنت أحتاجه
ويحتاجه الكثير غيري .
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك لما يحبه ويرضاه
البليبل