اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ربيع مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


من وجهة نظري الشخصية أن ما يحدث في مصر وفي بعض البلدان العربية هو نتيجة لقلة الثقافة الإسلامية بين الشعوب العربية.. وأكاد أكون على درجة اليقين أن المصريين يتمنون اليوم لو أنهم لم يسقطوا حتى حكم مبارك..


وذلك لما هم فيه من مصائب.. وإن من يتحمل كل هذه الجرائم وفي نفس الوقت يدفع ثمنها هو الشعب المصري نفسه.. وعليهم أن لا يلوموا أحداً لا سياسياً ولا إعلامياً... ولا أحد.. وعليهم أن يلوموا أنفسهم.. حتى وإن تكلم سياسي أو إعلامي أو أياً كان بوجوب التظاهر لإسقاط الحاكم.. (فلا تلوموني ولوموا أنفسكم).. فكل سياسي وإعلامي وإن تكلم لم يكن له عليكم من سلطان غير أنه دعاكم فاستجبتم له.. وعليكم أن تتحملوا نتائج استجابتكم..


عندما أسقط المصريون نظام مبارك.. دخلوا في موجة من المصائب البسيطة مع حكم العسكر.. وذلك لأن البلاد بلا رئيس.. فرزقهم الله برئيس فاستمر لمدة عام.. ولكن كان يلاحظ على أغلبية الشعب المصري أنه كالآلة تحركه القنوات على ريموت متى ما نادوا بالخروج خرجوا.. وباسم الرجولة تكلموا ونسوا أنهم غفلوا عن أمر يعد من أهم الأوامر التي تكلم عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولما نادت بعض القنوات بالخروج خرجوا من جديد وأسقطوا نظام مرسي.. وهاهي المصائب عليهم اليوم لا تنتهي.. ولسان حالهم يقول (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا).. ونسأل الله أن يخلصهم مما هم فيه.. وعليهم أن يعرفوا أن الرسول ما ينطق عن الهوى.. وما حذر من شيء إلا وله عواقب وخيمة.. وفي أكثر من حديث وأكثر من موضع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة إلا في حالة واحدة : (إن أمرك بمعصية الخالق).. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..


وعندما تتكلم بهذا الكلام عند بعض إخواننا السعوديين وغيرهم من دول الخليج.. فلا وصف لك عندهم إلا بكلمة (جبان).. وعليك أن تعرف أن من ينادون بالخروج هم أجبن الناس.. أين الذين قالوا للشعب المصري اخرجوا..؟!! لما لم يخرجوا معهم وقت الشدة..؟!! لما لا ينصرونهم حتى بالكلمة..؟!! لما ولما ولما... إلخ..


فلا تطيعوا من ينادي بالخروج حتى وإن كان سياسياً أو إعلامياً فكلهم ليسوا ملائكة.. وأطيعوا رسولكم فما خاب من أطاع الرسول.. وقد حذر الرسول في أكثر من موضع من الخروج على الوالي.. ومن ما قال صلى الله عليه وسلم..


- عن وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: قلنا يا رسول الله: أرأيت إنْ كان علينا أمراء يمنعونا حقنا ويسألونا حقهم؟ فقال: (اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم)


- قال صلى الله عليه وسلم : (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)..


- قال صلى الله عليه وسلم : (اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كان رأسه زبيبة)..


وهناك الكثير من الأدلة غيرها.. وما حذر الرسول من هذا الشيء إلا لعواقبه الوخيمة..
فالخروج ونقل أخطاء الحاكم والتعصب لفكرة ما هي من دواعي الفتن فاجتنبوها..
وإن لم يخب ظني إن استمر أمر تعيين حاكم والخروج عليه مراراً وتكراراً فإن نهايته احتلال..


ونسأل الله أن يكتب للأمة الإسلامية ما فيه صلاحها..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ماشاء الله عليكم يا أبا ربيع ,, أجمل رد فى هذا الموضوع ,,

ولكن أباربيع ثورة يناير المصرية انتصرت لان الجيش وقف معها، لو لم يقف معها لانتقل الامر لصدام بين الجيش والشعب ولانتهى بلجم الجيش للشعب طال الوقت أم قصر إلا إذا انشق الجيش، ولم يكن يبدو في الافق أن الجيش المصري يمكن أن ينشق لانه بشكل عام متجانس ويتمتع بمميزات توحد صفه ولانه قد يفقدها لو انشق.
مصالح الجيش ككل تقدمت على مصالح القشرة الحاكمة مبارك وفلوله، فتمت التضحية بهم للمحافظة على الجيش ومصالحه، ومتوقعاَ أن يستطيع إحتواء أي حكومة ستأتي بها الديمقراطية. حكومة مرسي توجهت نحو بناء تغييرات إيجابية حقيقية، وتسلسل متتابع في مسك خيوط السلطة، لم يعجب هذا الامر الجيش والفلول وخصوم الاسلاميين والطامحين إلى مشاركة قوية في الحكم لم يوفرها لهم مرسي، بالاضافة إلى قوى أجنبية رأت في نجاح مرسي خطراً عليها.
تمت ترتيبات إنقلاب 30 يونيو لعودة العسكر وحصر خيوط القوة بيدهم بالتعاون مع الفلول وخصوم الاسلاميين.
رغبة معتصمي رابعة العدوية في تكرار ثورة يناير ستصطدم بان قرار العسكر لن يدخل في مغامرة جديدة لصالحهم، لقد ضحى في يناير بمبارك ككبش فداء، واليوم ليس هناك مبارك، السيسي ليس مبارك، السيسي اليوم هو مصالح المؤسسة العسكرية كلها، المؤسسة العسكرية كلها اليوم على المحك، وانتصار معتصمي عدوية ليس قلعاً لقشرة السيسي وفلوله بل هي لجم للسلطة العسكرية وإعادتها لثكناتها وكف يدها عن التدخل في الشؤون السياسية، العسكر سيفكرون ألف مرة هذه المرة قبل أن يغامروا بشبيه لسيناريو يناير ويعيدوا الحكم لمرسي. هم قد يتحولون إلى الخطة البديلة (بلان بي) وهي القمع بوحشية للمعتصمين وخاصة لو تأكدوا من تماسك الجيش وتقديمه لمصالحه ومكاسبه المشتركة على العواطف الاديولوجيات وأحاديث الديمقراطية التي قد تحد من مكاسبه وتعرضه للتحجيم والمساءلة بعد عقود من الترفيه والبعد عن المساءلة.
إعتصام عدوية لن يسير باتجاه إعتصام مليوني يؤدي إلى إسقاط رأس الحكم، لانه هذه المرة بشكل واضح هو إسقاط للعسكر، ولن يقدّم العسكر الحكم ثانية للاخوان ومرسي على طبق من ذهب.
العسكر سيتعاملون مع اعتصام عدوية كمجموعة مارقة سيُلجؤنها إلى اليأس والملل ويفتّون بعضددها بالتخويف والبطش.
مصر اليوم أمام ساعة الحقيقة التي هي كيفية التعامل مع العسكر، ومفتاح الحل هو إرساء دولة المؤسسات وتجذير الديمقراطية بحيث يتم تحجيم العسكر بسلاسة وإعادتهم إلى مكانهم الطبيعي بعيداً عن السياسة وفي الخنادق لحماية البلاد من العدو الخارجي.
ولكن اليوم العسكر هم الخصمُ والحكمُ وليس هناك كبش فداء يتم التضحية به. لذا على معتصمي عدوية ومن يفكر ويخطط معهم أن يستوعبوا أن مواجهة العسكر ليست في صالحهم صداما وليس في صالحهم وقتا وصبرا لان الثمن المطلوب من العسكر باهظ وشبه إنتحاري. يجب التفكير بحلول اخرى.
أحد الحلول أن يعتبر المنادون بالشرعية والمعتصمون في عدوية أن المعركة طويلة، وأنهم خسروا جولة، وأن الرابح الحقيقي هو من سيستطيع أن يتابع الحشد السياسي ليكسب صناديق الانتخابات القادمة.
المشكلة أنه بسيطرة العسكر ليس هناك أي ضمانة في توفير مناخات حرة وانتخابات نزيهة،
لو كان هناك أي مخرج سياسي يضمن ترسيخ الديمقراطية ونزاهة الانتخابات القادمة فقد يكون فيه نصر من حيث يبدو أنه مغامرة، ولكن ما هي الضمانات؟ هذا ما يجب أن يُصار إليه من خلال مباحثات مكثفة صريحة مرنة.
فأعتقد أنه من الناحية النفسية السايكولوجية الافضل للاسلاميين أن يتراجعوا قليلا على حساب تقدم الديمقراطية وترسيخها، إن كثيرا من شرائح المجتمع المصري يريدون الديمقراطية ولكنهم يرفضونها لو أتت بالاسلاميين، ماذا لو أعطيناهؤلاء وقتا لترسيخ الديمقراطية بعيدا عن سيطرة الاسلاميين بل بمشاركتهم فقط، أعتقد أن بناء الديمقراطية وترسيخها يمكن أن يكون أولوية لانه بدون الحرية والديمقراطية نحن نزرع في أرض بور لاتنبت عشباً وتحفظ ماءً.

وأهل مكة أدرى بشعابها.