بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً وأهلاً وسهلاً بكم
سنتكلم في هذه المادة
عن الصور الشعرية البديعة
والتي تجاوزت خط التصور والخيال المعقول
بكل معايير الكمال والجمال
ولن نقتصر على شاعر معين هنا
وسوف أورد لكم الكثير من الصور الشعرية
التي نسمعها دون إصغاء منا كونها غير واضحة المعالم
والمشكلة اننا نهز رؤوسنا منطربين ونحن نقول
الله الله الله
اسمع وش يقول ي فلان
واستسمح من اصحاب الحساسية الزائدة
هو مزاح فقط
فشاركونا بما تعرفونه
من الصور الشعرية البديعة
سواء فصيحة او عامية او قصائد نثرية
بمقطوعات قصيرة ملتقطة بعدسة
شعرية احترافية مختلفة
لنتدوق الجمال هنا ونستمتع به معاً
سأبدأ بهذه الأبيات
وهي لشاعرنا الأمير بدر بن عبد المحسن
صحيح ان السحاب انتي
واعشاب الربيع انتي
وأجمل من على هذا التراب انتي
وفـ عز الليل لو بنتي يطير الصبح
من كف الربى عصفور
ولكن الليالي تدور
كفاك .. غرور
صحيح ان السحاب انتي
واعشاب الربيع انتي
وأجمل من على هذا التراب انتي
البداية في مجمل الكلام
دون الخوض في التفاصيل
لكونها ليست الصورة التي نريد الإشارة إليها
أرى بأنه نجح في خلق صورة فريدة
لها ولادة مختلفة جداً
وأقصد بالخلق أي ولادة الفكرة في مخيلة الشاعر
حتى لاينحى بنا الكلام لبعد ديني
,
شبهها بالسحاب
ليكسو صورتها في مخيلته
لوناً من بياضه ونقائه وصِفة الهطول من عطائه
شبهها بأعشاب الربيع
ليطعم هذه اللوحة بألوان خضراء هي في مخيلتنا
مصنفة ضمن مصطلحات راسخة في عقولنا تدل على
السعادة , الجمال , الجنة الغنَّاءْ وغيرها
مؤكداً ذلك بإستحضاره لكلمة الربيع ودمجها
مع المعنى إيضاحاً لما قبلها
وأجمل من على هذا التراب إنتي
إجزامٌ من الشاعر بأنها أنثى إستثنائية
وكأنه يقول إنتهى الكلام وقضي الأمر ولاجدال
في كون وجود أنثى تشبهها
أووووووووه
ما اعذبها عندما يخرجها عبادي من حنجرته
أعجز عن إستوعاب أبعاد الصورة
فتتعطل مخيلتي ويصيبني صرع
أقسم لكم
ـــــــ
نأتي للصورة الحقيقية
وفـ عز الليل لو بنتي يطير الصبح
من كف الربى عصفور
وفـ عز الليل
عز الشيئ أي إكتماله , حلكته , عمقه , ذروته
لـ نقل بعد الساعة الثانية صباحاً بحسب التوقيت المحلي
لخروج مخيلة الشاعر عن المألوف
لو بنتي
أي بانت وظهرت له
ـــــ
يطير الصبح
من كف الربى عصفور
اقول لكم شي
بالمعنى العامي مُخِّي جيَّم
ههههههههههه
مع إحترامي
لكل من قام بقراءة هذه الإلتقاطة الشعرية
في أكثر من منتدى أدبي ثقافي
إلآ انني لم أجد مايكشف الغطاء عن هذه الصورة
بشكل جلي واضح
وهو بحسب ما يتضح من قراءتي
للصورة الشعرية هنا
أي يتنفس الصبح على إشراقة ظهورها
كـ فَزَّة عصفور جَفَل يطير في الربى مستبشراً بها
فينبثق من ناحية طلوعها نور على غير توقيته
كما وصف الشاعر بقوله وفـ (عز الليل)
في حين طلعت أوبدت وبانت له على رابية
تراقصت من حولها ذرات النور كالعصافير
والمقصود هنا بالكف هو إنحدار رابية على هيأة كف يدٍ
مقلوب للأعلى تُشكل بنانه نصف إنثناءة
وكأن سهل الأرض يحتضنها كـ جوهرة ثمينة بين روابيه
والرابية معلوم معناها للجميع
خيال رائع
اللي كان فاتح كفه
وجالس يثني في اصابعه كعملية تطبيقية
صاحب ذائقة رفيعة
يالله من أتى هذا الشاعر
بكل هذه العبقرية والجنون الفلسفي
الذي يتجاوز حدود العقل البشري
.
لحضوركم الورد
ولي عودة مع صورة شعرية أخرى
لنفس الشاعر