بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً..
الأخت دلال دعيني أتكلم بصفة عامة قبل أن أدخل في الإجابات على تساؤلاتك..
منذ زمن ولا زال الشغل الشاغل لأصحاب هذه القنوات هو (جمع المال) بكثرة المشاهدين لكي تطلب منهم الشركات إعلانات على قنواتهم بالمال..
ولكن ما رأيناه في الآونة الأخيرة جعل الصورة واضحة بما فيه الكفاية.. لقد أصبح هدفهم أن ننسلخ عن ديننا.. ولعل من قبلي أجادوا في إجاباتهم بما فيه الكفاية..
ولكن هناك أمر أعظم من نشر الزنا والتعري والأغاني والخمور...إلخ.. ألا وهو (الكفر والشرك) أتعلمون ما عاقبة هذا الذنب..؟!!
عاقبته الخلود في جهنم لا يخرج منها أبداً.. الخوف كل الخوف عليكم يا أولياء الأمور - آباء وأمهات وإخوان وأخوات - أن تتساهلوا بهذا الذنب..
من عظم هذا الذنب تبرأ إبراهيم عليه السلام من أبيه.. من عظم هذا الذنب منع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لعمه أبو طالب..
من عظم هذا الذنب ردت شفاعة رسول من أولوا العزم في ولده.. فماذا ستفعل إذا لقيت الله وأنت حامل لهذا الذنب الذي لا مغفرة له..؟!!
ستتمنى وقتها لو أنك ترجع إلى الدنيا لتلعن كل من أغواك وأوقعك في هذا الذنب وستمسح كل قناة عاهرة..
حتى ولو رأيت كل الناس يخالفونك لن تلتفت إلى مخالفتهم لأنك رأيت من الأهوال ما رأيت والعياذ بها..
ولكن انتبه إذا رحلت وأنت حامل هذا الذنب فلا رجوع لك ولن تحصل على ما تريد (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)..
احمد الله أنك في الدنيا وأنك ما زلت في دار مسموح لك بالتعديل فيها.. فبادر بالتعديل قبل أن ترحل إلى دار لا يسمح لك بشيء فيها..
نسأل الله السلامة والعافية.. لم أكن أصدق أن الحال قد وصل بنا إلى أن نتابع أفعال تخرجنا من الملة..
مثل : السحر ووصف المخلوقات بصفات الإله..
وبعد هذا التوضيح سأجيب على تساؤلاتك :
- هل تعتقدون أن ما تعرضة الشاشة برمضان يُعتبر إنتهاك لحرمة الشهر الفضيل؟
نعم إنه انتهاك للدين بأكمله في رمضان وغير رمضان..
- هل تمثل هذه القنوات وما يعرض بها خطرا على ابنائنا المراهقين بما تعرضه من مسلسلات لا تخلو من قصص تدور معظمها حول الرذيلة
وما واجبك انت /ي كأم وأب او أخ / ت تجاه نفسك وتجاه من تعول في منزلك من تقديم النصح وما هي افضل الطرق لاقناع الذات أولا والاخرين بالابتعاد عن تلك البرامج؟
أصبح خطرها واضحاً لصاحب كل لب..
وواجبنا الحد من هذه الأمور ولكن بالطريقة المناسبة.. وأفضل طريقة هي إيجاد البديل لتك القنوات وتلك البرامج.. بقنوات وبرامج لها نفس التشويق..
وهنا يكون عمل المؤسسات مثمر أكثر من عمل الفرد.. فعلى سبيل المثال عندما ظهرت قناة ستار أكاديمي وانتشرت بين العرب إلى أن وصلت كل بيت..
ظهرت قناة بداية بنفس الفكرة والبرامج ولكن بصورة لا تخل بالدين.. فانتقل الجمهور إلى قناة بداية والحمد لله تقلص جمهور قناة الرذيلة إلى صورة كبيرة جداً..
حتى القناة أصبحت غير معروفه لدى الكثير مع الدعم المتزايد من الغرب لها.. وكذلك عندما ظهرت قناة روتانا وmbc ببرامج متنوعة وتبدو جذابة للعرب..
ظهرت قناتا وصال وصفا ببرامج أكثر تشويقاً وأصبحت الحرب الإعلامية بين الشر والخير واضحة.. وقد صرح أكثر من مسؤول من انزعاجه من قناة وصال وصفا..
ومنهم الوليد بن طلال صاحب مجموعة روتانا.. وليس لشيء غير أن في نظرهم أن تلك القنوات تهدم ما بنوه من سنين في تحول الشعب الخليجي إلى شعب رقص وغناء لجني الأرباح منهم..
ومثل هؤلاء هم عباد الدرهم والدينار..
ولكن واجبنا كأفراد في أسرنا هو البحث عن البرامج المفيدة والمشوقة وعرضها للأسرة كبرنامج كلمة سواء مثلاً وبرنامج لعلهم يهتدون وغيرها من البرامج المشوقة..
وتعويد الأسرة على متابعتها وستجد أنهم سلكوا الطريق بصورة سهلة.. وأذكر أن إخواني كانوا لا يفوتون الساعة التي يأتي فيها برنامج كلمة سواء على قناة صفا..
وإن لم تنجح الطريقة فهناك طرق بديلة كثيرة منها تخصيص وقت محدد لتشغيل التلفاز كوننا في رمضان حتى لا يلهينا عن العبادة وطبعاً يكون بالنصح وليس بالقوة..
- حينما كنا صغاراً كنا نتابع الفوازير وبعض برامج التي لايظهر بها تعري ومنكرات هل صُناع المادة الاعلامية اليوم لهم اهداف وفِكر يسعون لنشره من خلال ما ينتجون ؟
هنا النقطة الحساسة التي ينبغي لكل فرد معرفتها.. نعم لقد تغير التوجه في صناع الإعلام..
عندما وصل العلمانيين والليبراليين إلى الإعلام لم يفلتوه ويحرصون على عدم دخول أحد معهم في الإعلام.. والكل يعرف فكرهم الذي يؤمن بالحرية المطلقة في جميع جوانب الحياة..
سواء حرية جنسية أو حرية في شرب الخمر ... أو غيرها إلى أن تصل حرية التعدي على الذات الإلهية والعياذ بالله كما رأينا من بعض نماذجهم..
وها نحن نرى الآن الحرية الجنسية بدأت بالتجسد في إعلامهم.. وستأتي باقي الحريات وإن طال بنا الزمن سنرى التعدي على الله جهاراً بياناً في إعلامهم..
وسيجعلونه أمراً عادياً بين الشعوب إلى درجة أن من سينكر عليهم سيصفونه بالمتشدد والعياذ بالله..
- الإعلام العربي وخصوصاً الخليجي هل أصبح في سباق مع المُنتج المكسيكي والتركي المدبلج من خلال الخوض في قضايا وقصص تدور حول الرذيلة وخصوصاً مع المحارم والاقارب؟
للأسف الشديد هم يتكلمون عن حضارة الغرب وعن ما وصلوا إليه من تقدم ولكن عندما يأخذون من الغرب لا يأخذون إلا مخاطهم ونفاياتهم..
على سبيل المثال هم ينادون إلى حرية المرأة وسياقتها للسيارة.. وعندما يجدون المعارضين.. يظهروا ليقولوا للناس انظروا إلى الغرب لقد صعدوا القمر..
ما دخل صعود القمر بسواقة المرأة..؟!!!! لست أعرف.. لا هو نقل لنا عن الغرب طريقة صعود القمر.. ولا حتى ترك مخاطهم وأشياؤهم غير المفيدة.. وبالتالي لا هو صعد قمر ولا هو سلم من الرذيلة..
لذلك يخدعوننا دائماً بعرض نجاحات الغرب وينقلون لنا فشلهم.. فيفشلون نجاحاتنا ويزيدون فشلنا فشل..
- الى اي مدى ترون ان البرامج الرمضانية التلفزيونية تلهينا عن شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وكيف لنا ان نحُد من تأثيرها على مستوى الأسرة والمجتمع؟
أعتقد أن الأمر قريب للوصول إلى ذروته.. أما كيف لنا أن نحد من تأثيرها فسبق الجواب عن هذا في السؤال عن واجبنا كأمهات وآباء وإخوان..
ويبقى التذكير بقول الله سبحانه وتعالى له وقع السيف على المصر على الذنب وله فائدة بالتذكير عن من لا يحضره وله سعادة في نفس المؤمن الذي يعرفه..
يقول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)..
هذا إذا كانوا يحبون فما بالكم بمن يسعون على نشرها..
نسأل الله أن لا نلقاه إلا وهو راضٍ عنا.. اللهم آمين..
أحييك على الموضوع أخت دلال ولا هنتِ..