يقول المتنبي :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى *** حتى يراق على جوانبه الدم
يؤذي القليل من اللئام بطبعه *** من لا يقل كمــــا يقل ويلؤم
والظلم من شيم النفوس فإن تجد *** ذا عفة فلعلة لا يظــــلم
ومن البلية عذل من لا يرعوي *** عن غيه وخطاب من لا يفهم
ولله دره في وصف حال البرية مع القمم الشماء وليس كل البرية بل من كان في قلبه تربص بأصحاب الهمم العالية ممن يعملون بصمت لرفعة شأن يطلبونها ناهيك عمن يطلب مرضات الله في تصرفاته كذلك نحسبه والله حسيبه
وما تلك الحملة المحمومة على المملكة العربية السعودية من كلاب علا عوائها وتناهت صيحاتها بين متهم بالإهمال في خدمة ضيوف الرحمن وبين مطالب برقابة إسلامية لخدمة ضيوف شرفنا وشرفت حكومتنا أيدها الله بخدمتهم إلا ضرب من حقد حاقد وتربص متربص يكاد يموت غيظاً مما من الله به على هذه البلاد وأهلها من شرف لم يقصروا ولن يقصروا في حملة إلى أن يشاء الله فقد سخرت هذه الدولة كل ما تملكه خدمة لضيوف الرحمن طالبة رضى الله وفضله وأشاد بمجهوداتها أهل العدل والإنصاف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
ولكن إرادة الله شاءت أن تحصل حادثتين في موسم حج هذا العام جعلت لأبواق مأفونة وأصوات دعية لساناً لاذعا للنيل من كل ما قدم ويقدم وضرب به عرض الحائط مستبقين بذلك نتائج التحقيق وما ذلك إلا لحاجة في نفوس ملأها الحقد والغل على هذه البلاد الطاهرة وأهلها فنقول لهم : موتوا بغيظكم
إن نور الشمس لا يغطى بغربال والضحايا هم أخوة لنا لا نتمنى أن يشاك أحدهم فكيف بإزهاق أرواحهم
وإني من هنا أدعو جميع الأخوة المسلمين بالوقوف صفاً واحداً فما يحاك لرأس السنة والجماعة ( المملكة العربية السعودية ) أكبر بكثير واليد الواحدة لا تصفق
وأدعو أبناء وطني للالتفاف حول حكومتنا أيدها الله في وجه الفتن سائلاً المولى أن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن يجنب بلادنا شرورهم
بقلم / أحمد كديش -11\12\1436هـ