أعزائي
يسعدني أن أقدم لكم الجزء الثاني من ردود ضيفنا
تحياتي الجحفانية
• هلال الفجر..
كم هو جميل هذا التركيب الضوئي في إسمك...ليت الأهلّة الرئيقة تشرق فجراً بدلاً من الشمس التي تفضح الحياة والأحياء.
لا أملك غير الإمتنان لتحيتك، ولا أستطيع غير الإنحناء لكلماتك التي أتمنى أن أستحق بعضها.
حين تسألني عن بداية إنطلاقي صوب الصحافة، لابد أن أعود إلى الوراء لأقول لك أنني ومنذ أن بدأت أميز الأشياء وجدت نفسي أعيش في بيئة منزلية تحتفي بالكتاب وكل ماهو مقروء، كما وجدت تحفيزاً مبكراً لتنمية ملكة القراءة والإطلاع. أي أنني مثل الذي كان يملأ ذاته بالبارود رويداً رويداً حتى اقترب ذات لحظة من عود ثقاب مشتعل لتنفجر مرحلة أخرى هي الرغبة الجامحة في محالوة الكتابة وتسجيل الإنطباعات، والتي رغم أنها بدأت مبكرة أيضاً بفجاجتها وسذاجتها إلا أنها لم تفارقني منذ ذلك الوقت، وحتى في سنوات الدراسة الجامعية العلمية البحته. واستمر هذا التراكم الذي تخللته محاولات نادرة للنشر حتى جاء ذات يوم، بعد عودتي إلى جازان، بدأ فيه الهم الكبير حين استدرجني صديق من كبار الصحفيين ليقنعني بالمشي المنتظم والمستمر في أحراج الكتابة الصحفية التي لم أكن أعرف مدى خطورتها إلا بعد أن أصبح التراجع صعباً حين نمت وترعرعت علاقة حميمة مقدسة مع القارئ..حدث ذلك قبل إثني عشر عاماً تقريباً، ولازلت أتلمس الطريق إلى الآن.
الجانب الآخر من سؤالك عن الحوار الوطني، نعم لقد تشرفت أن أكون واحداً من الذين شاركوا في اللقاء الفكري الثاني للحوار الوطني الذي عُقد بمكة المكرمة في شهر ذي القعدة من العام الماضي، وكانت تجربة رائعة وثرية بكل المعايير.
أما الشق الثالث في سؤالك عن الصحة والصحافة، فقد حاولت الإجابة عليه في سؤال سابق.
• أحمد القيسي..
ليس هناك من سر غامض في السفر مابين جدة وجازان يا أخ أحمد..أنا الآن أمر بتجربة جديدة وجازان يا أخ أحمد..أنا الآن أمر بتجربة جديدة هي العمل في جدة، ولا أدري إلى متى، في الوقت نفسه هناك في جازان أهلي وأسرتي الكبيرة وأصدقائي الذين لابد أن أراهم بشكل مستمر..لا تظن يا أخي إنني أدير تجارة أو تحولت إلى رجل أعمال كي أمارس هذا التنقل، إنه الحنين الجارف إلى الذين أحب، وإلى الأرض التي أحب. إن تجربة الترحال والحنين والشوق رغم آلامها، إلا أنها تضيف أبعاداً جديدة إلى حياة الإنسان وتجعله يدرك المعاني لأشياء كثيرة بصورة غير متاحة عندما يكون قريباً منها دائماً. أما الإستقرار ياصديقي فهو مسألة تتداخل فيها عوامل كثيرة، إذ لا المكان وحده ولا الناس وحدهم ولا الظروف المحيطة وحدها، كفيلة بالشعور بالإستقرار. إننا نحاول فقط التكيف مع الحياة قدر مانستطيع، هنا أو هناك، أما الإستقرار فكيف له أن يتحقق لنفوس تفيض بالقلق الدائم في زمن معجون بالقلق.
أما حين تسألني عن الأشياء التي أخشى الخوض فيها، فسوف أقول لك بمنتهى الصدق إنه لايوجد شيئ، طالما أرى –من وجهة نظري- أن له أهمية تمس المجتمع، وأستطيع تناوله بحياد وإتزان ومن منطلق أخلاقي ووطني صادق وظيف، ولكن تبقى القضية في أن يتاح لذلك النشر أم لا، وهنا يخرج الأمر من يدي لتتدخل فيه عوامل أخرى ليست لي سيطرة عليها.أما موضوع الفهم الخاطئ واحتمالات الخاسرة بأي شكل، فإنني قد توصلت إلى قناعة بأن أي كاتب يفكر فيهما، على حساب أمانة الكلمة، عليه أن يتخلى عن القلم ويستريح.
• مسعد الحارثي..
أهلاً أبا مجدي..وللذين لا يعرفون هذا الشخص سوف أقول لهم إنه واحد من الرائعين الذين سعدت بمعرفتهم في جدة...قارئ نهم، وقاص رائع لم يكشف أوراقه كما يجب.
لاشك يا صديقي مسعد أن إيقاع الكتابة الأسبوعية يختلف عن اليومية، لأن لكل منها أغراضها وإشتراطاتها ومواشيعها. كما يجب أن نعترف بأنه من المستحيل أن يكون الكاتب بنفس الليقاة والأناقة دائماً..أنت تعرف جيداً أنني لا أكتب عندما لا أجد فكرة تستحق، وتعرف أنني أتوقف فجأة عندما لايكون داخلي مستعد لمصافحة القارئ، وماذلك غير محاولة مني لإثبات إحترامي لهذا القارئ.
أضواء المدينة أنت تعرف رأي فيها، أما الإستهلاك فنحن في رحلة مستمرة معه حتى تخرج أرواحنا من أجسادنا.
• نصر..
سؤالك حول الموت المجاني اليومي للطالبات والمعلمات، كتبنا عنه كثيراً، وتألمنا له كثيراً، وصرخنا له كثيراً، ولكن يبدو أننا لابد أن نردد مع فيروز (لا تندهي..مافي حدا).